الزملاء الحاصلون على درجة الدكتوراة ومنهم علماء أفاضل في التخصصات التربوية والعلمية المختلفة شركاء أساسيون فيما أصبحت عليه منظومة التربية والتعليم من سوء وفشل ، فقد رضي هؤلاء الباحثون في أن يكونوا موظفين بالمراكز البحثية ، يتقاضون مرتبات وحوافز وبدلات ويحصلون على امتيازات كثيرة ، لكن في الآخر هم موظفون في دواوين الحكومة المصرية مثلهم مثل موظفي الأرشيف ، وموظفي المخازن ، فقد اكتفوا بعمل الأبحاث ، والحصول على الدرجات العلمية ، وأصبح أهم شيء لديهم المحافظة على المكان الذي يعملون به ، ويتقاضون منه مرتب محترم كل شهر ، ويشاركون في استبيانات عقيمة ، ومشاريع ممولة لا قيمة لها ، ولغوا عقولهم وخبراتهم ، وأصبحوا أداة في يد القيادات التي يأتي بها الوزراء من خارج الوزارة ، ورضوا بأن يكونوا تابعين لمن لا صلة لهم بالتربية والتعليم ، هؤلاء شركاء فيما وصل له وضع التعليم المصري من فضيحة على المستوى الدولي ، فماذا قدمت مراكز البحوث التي تضم خيرة علماء مصر من المتخصصين في التربية والتخطيط ، والإدارة والعلوم المختلفة ؟ !! ، فماذا قدم مركز البحوث التربوية ، ومركز تطوير المناهج ، ومركز الامتحانات والتقويم ، وماذا قدمت الأكاديمية المهنية للعملية التعليمية ؟ !!! ، لاشيء لأنهم تحولوا من مبدعين وعلماء متخصصين إلى مجموعة من الموظفين ، وأصبحوا بعيدين كل البعد عن الميدان وعن العمل التطبيقي ، واكتفوا بما يحصلون عليه من مرتبات ، والحسنة التي تأتيهم من مشروع من المشاريع أو منحة من المنح ، وبعد أن تنتهي المنحة ينتظرون منحة أخرى أو برنامج مستورد يطبقونه ،ويباركونه ، حتى ينتهي تمويل المنحة أو المشروع أو البرنامج ، ثم تعود ريمة لعادتها القديمة ، من العمل الأرشيفي البيروقراطيى الممل ، كيف لمركز تطوير المناهج أن يعمل منفصلاً عن مركز التقويم والامتحانات ؟ !!! ، مع أن المفروض أنهما معاً ، لأن عمل مركز التقويم قائم على المناهج ، فيجب أن يتم ضم المركزين معاً ، لكن نجحت الوزارة في تجميع أصحاب الأبحاث والرؤية التربوية والعلمية ، ووضعتهم جميعاً في مراكز بحثية ، وحولتهم إلى مجموعة من الموظفين ، بلا طموح ولا روح ، ولا رؤية ولا عمل !!!! ، والباقون من الحاصلين على درجة الدكتوراة ، وزعتهم الوزارة على مناصب لاصلة لها بتخصصاتهم ، التي أضاعوا فيها عمرهم ، وأصبحوا في متاهة لا يستطيعون الفكاك منها ، بل وأصبحوا راضين بما أتاهم من مرتب شهري محترم ، أما عملهم وخبراتهم وطموحاتهم ، هذه الأمور أصبحت لا تعنيهم في شيء ، بل أصبحوا حريصين كل الحرص ألا يخالفوا آراء قياداتهم من غير المتخصصين الدخلاء على الوزارة .
فعلى الزملاء الحاصلين على درجة الدكتوراة أو الأستاذية من العاملين بالمراكز البحثية ، أو بوظائف قيادية سواء بالإدارات والمديريات أو بديوان الوزارة : عليكم أن تمدوا جميعاً أيديكم للبلد في هذا التوقيت ، فليس خفياً على أحد أننا في ذيل دول العالم من حيث مستوى التعليم ، فيجب أن نتكاتف جميعاً مع زملائنا المعلمين ، الذين يمارسون العمل بالتدريس بالمدارس ، حتى ينهض التعليم المصري من عثرته .
دكتور محمد زهران - مؤسس تيار استقلال المعلمين