مدرس اون لايندخول

التعليم فى مصر "وهم" يعيشة المجتمع

التعليم فى مصر "وهم" يعيشة المجتمع EducationInEgypt-1
من أغرب ما ترى فى حياتك مريض يرتجف على سرير المستشفى، الكل يعرف علاجه لكنهم غير قادرين على توفير هذا العلاج رغم أنه منتشر وسهل وبسيط وفى متناول الجميع.

ما ضربته مثالا.. قد ينطبق على حال التعليم فى مصر.. فالكل يعلم ويعرف تماما أن التعليم مريض يعانى المشكلات المزمنة والكل يعرف العلاج والكل أيضا لا يستطيع أن يوفر هذا العلاج.. رغم علم الجميع أنه مفتاح تقدم كل الأمم.
خذ عندك رأى الدكتور جابر نصار، رئيس جامعه القاهرة حين قال: "إن مصر تعيش في وهم اسمه التعليم".. من بعده قال الدكتور قدرى حفنى أستاذ علم النفس في جامعة عين شمس: "التعليم كارثة صنعناها بأيدينا".. وأيدهما الرأى بطريقة أو بأخرى الدكتور طارق شوقي رئيس المجلس التخصصي للتعليم حين وصف إدارة التعليم فى مصر بأنها "عك".
فهل إلى رد "العك" من سبيل؟! .. وهل إلى علاج المريض من طبيب؟! بالطبع نعم.. الأمر فى غاية البديهية والبساطة، كما قالها لاعب شطرنج محترف حينما سألته فتاة صغيرة تحب اللعبة وترغب فى أن تكون بطلة يوما ما فأجابها: "ضعى القطعة فى مكانها الصحيح".. وهى المقولة التى انتشرت عندنا فى مصر على لسان الفنان غسان مطر لما قال "إعمل الصح".
وعمل الصح  ليس فقط فى إصدار قوانين جديده تنظيمية أو فى تطوير ركنى العملية التعليمية (المدرس والطالب)، ولكن أيضا فى تطوير قدرات الإنسان المتواجد فى داخل هذه المنظومة التعليمية "الوهمية" وتشجيعه على تطويرها.
دعك للحظة من القوانين والأطروحات الرنانة المتكررة المملة.. فلا يعقل ونحن فى القرن الواحد العشرين وبعد اختراع الأجهزة اللوحية كالأى باد وغيره، أن يتوجه الطلبة  إلى مدارسهم حاملين كتب تزن عدة كيلوجرامات، ترهق التلميذ وتسبب له إنحناء فى عموده الفقرى قد لا يفارقه على مدى حياته.. والأمر بسيط هو قرار من مدير المدرسة يمكن أى طالب لديه إمكانات مالية من شراء جهاز لوحى، وتحميل كل الكتب المدرسية عليه ومن ثم السماح له بدخول الفصل ورفع العقاب عنه لأنه لم يحضر الكتب المدرسية.
لا يُعقل أن يكون  عندنا نحو 20 مليون طالب وطالبة في 50 ألف مدرسة حكومية، ونحو مليوني طالب في 7 آلاف مدرسة خاصة ونصمم على طبع آلاف الأطنان من الكتب سنويا بملايين كثيرة بينما يمكننا تحميل هذه الكتب على اسطوانات دى فى دى DVD وتمريرها ونقلها عبر البريد الإلكترونى بلمح البصر بدلا عن الشحن والتفريغ بعربات النقل التقليدية.
ولا يُعقل أن نكون فى القرن الواحد العشرين ومازال المدرس يعمل بنفس طريقته المعتادة فى الشرح والعقاب خاصة التأنيب والتوبيخ على لون الكراسات وهل هو أحمر أم موف؟! ومازل التلاميذ يجمعون مبلغا من المال لتزيين الفصل "المعفن" عبر التاريخ.
الخلاصة إن الإنسان هو الذى يضع القوانين، وهو بعقله قادر على التغلب على الروتين والفساد المنتشر فى أروقة التعليم الوهمى فى مصر.. والتجربة أثبتت أنه يمكن لمجموعة صغيرة من أولياء الأمور بالتعاون مع مدير المدرسة أن يغيروا شكل مدرسة بأكملها إلى الأفضل، وصنع بيئة صحية مناسبة للتعليم.
لا تستغرب إذا عرفت أن التعليم هو العلاج الذي لا علاج غيره.. وأن أساس التربية والتعليم: احترام التلميذ!.. والحكمة عندنا فى مصر تقول: يولد الإنسان عاقلا ذكيا ولا تفسده إلا وزارة التربية والتعليم!
نقلا عن الاهرام
remove_circleمواضيع مماثلة
لا يوجد حالياً أي تعليق
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى