مدرس اون لايندخول

الوطن: يجب اخضاع وزير التعليم 8 شهور للقرائية حتى يفرق بين بين «الوزير» و«الوذير»

الوطن: يجب اخضاع وزير التعليم  8 شهور للقرائية حتى يفرق بين بين «الوزير» و«الوذير» U12
لا يختلف أحد على أن التعليم يعد من أهم وأخطر الملفات التى تواجه الدولة، وليس هناك شك فى أن انهيار المنظومة التعليمية السبب الرئيسى فى الكثير من أزمات ومشاكل الوطن، وأننا فى أشد الحاجة الآن للنهوض بالعملية التعليمية وتطويرها حتى نصلح ما أفسدته الحكومات السابقة على مدى العقود الماضية؛ لذا اسمحوا لى أن أتساءل: كيف يمكن أن نصلح حال التعليم فى بلدنا إذا كان المسئول الأول عن حقيبة التعليم رجلاً يرتكب جرائم وفضائح فى حق اللغة العربية، لا مجرد أخطاء لغوية وإملائية؟! رجلاً لا يعرف الفرق بين «الوزير» و«الوذير»، أو بين «المذيعين» و«المزيعين» وبين «الزوجة» و«الذوجة»، ولا حتى الفرق بين «الذمة المالية» و«الزمة المالية»؟!

كيف يمكن النهوض بالعملية التعليمية والتربوية والفكرية والسلوكية فى وزارة ظلت تضع كلمة «التربية» قبل «التعليم»، فى حين أن الشخص الذى يجلس على قمة هرم التعليم الآن والمنوط به مهمة وضع سياساته يتخذ من السباب والشتائم وسيلة للتخاطب والنقاش مع من يختلف معه فى الرأى، ويتحاور مع المعارضين لأفكاره وتوجهاته بالسخرية المهينة والألفاظ الفجة التى لا تليق أن تخرج من شخص بمستوى وزير فى حكومة مصر، أو من أستاذ جامعى ومعلم أجيال يشكل عقول ووجدان الشباب؟!

لقد صُدم الرأى العام من الخواطر الموجودة على الحساب الشخصى الخاص بوزير التربية والتعليم «الهلالى الشربينى» على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، التى تعتبر حقاً فضيحة بكل المقاييس الإنسانية والتربوية والفكرية والمهنية واللغوية!! ولا أدرى حقاً كيف يتقلد شخص كل تلك المناصب وما زال يجهل الفرق بين «الذال» و«الزاى» وبين «الصاد» و«السين»!! ولا يعى كيف يتحاور ويختلف مع الآخرين دون أن يستخدم كلمات مثل «الجحش الحصاوى» و«الكلاب الضالة» و«النطاعة والسكاعة» وغيرها مما تحتوى قواميس لغة الشتائم والسباب؟!

لذا لم يكن غريباً أن يبدأ سيادة الوزير الهلالى عمله بإسداء نصيحة للمدرسين بالتوقف عن الدروس الخصوصية فى الصباح وممارستها آخر النهار، وأن تقتصر توجيهاته فى أولى جولاته على «الحنفية المكسورة» فى المدرسة!!

صحيح أن مشكلة ضعف القراءة والكتابة انتشرت بين طلاب المدارس مثل النار فى الهشيم، وأن أعداد الطلاب الذين حصلوا على صفر فى الإملاء بين الصف الثالث والرابع الابتدائى وصل إلى أكثر من 300 ألف طالب العام الماضى، وأن الأخطاء الإملائية بين طلبة وطالبات الجامعات تصل إلى حد المهازل، وأن مستوى الحوار والأخلاق فى الجامعات المصرية فى هبوط وتدنٍّ مستمر، لكن هذا كله لا يبرر إطلاقاً أن يتقلد منصب وزير التعليم فى الحكومة الجديدة شخص حاصل على «صفر» فى الإملاء وراسب فى أسلوب التحاور والخلاف مع الآخر!!

يا سادة.. إن اختيار هذا الرجل لتولى حقيبة «التربية والتعليم» يعتبر كارثة بكل المقاييس، ولا أعلم حقاً مَن المسئول عن هذا الاختيار فى حكومة المهندس شريف إسماعيل؟! وأين كانت الجهات الرقابية المسئولة عن مساعدة أصحاب القرار فى اختيار الشخصيات المرشحة للمناصب الوزارية؟!! أم أن الانتماءات السياسية والأيديولوجيات الفكرية صارت هى المعيار الأوحد لدى تلك الجهات، أما معايير الكفاءة والمهنية والرقى والنضج الفكرى فلتذهب جميعها إلى الجحيم!!

إننى على يقين أن المهندس شريف إسماعيل، رئيس الحكومة، يدرك أهمية قضية التعليم، ويعتبرها من الملفات الشائكة التى لا تقل أهمية وخطورة عن ملفات البطالة والصحة والإسكان، لذا فإننى أرى أن أمامه خيارين؛ إما أن يعيد النظر فى تعيين الوزير، أو أن يصدر قراراً بإخضاع الوزير لأحد البرامج العلاجية لمواجهة مشكلة ضعف القراءة والكتابة فى المدارس والتى تستغرق 8 شهور قبل أن يبدأ سيادته العمل فى الوزارة، ففاقد الشىء لا يعطيه.
منشور جريدة الوطن
remove_circleمواضيع مماثلة
لا يوجد حالياً أي تعليق
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى