قال الدكتور توفيق نور الدين، نائب رئيس جامعة الأزهر سابقا، إن دعوات إلغاء التعليم المدنى "قول يراد به باطل"، منوها إلى أن اقتصار الأزهر على التعليم الشرعى ليس مفيدا ولكنه إضعاف له.
وأضاف نور الدين لـ"صدى البلد"، أن الطالب الأزهرى من حقه أن يكون طبيبا أو مهندسا أو صيدلانيا، وعدم تقييده بدراسة العلوم الشرعية، فلابد أن يدرس كل طالب العلوم التى يميل إليها، فالإسلام حثنا على دراسة كل العلوم التى تخدم البشرية كلها.
وأوضح، أن العالم الشرعى لابد وأن يكون ملما بالعلوم العلمية كالفيزياء والكيمياء، منوها أن مسئولين بدولة كينيا أكداو أن الخريجين الشرعيين كثروا ولم تعد لهم وظائف بالدولة، مطالبين بضرورة توفير فرص بالكليات العلمية لتخفيف الضغط عن التخصصات الشرعية، مشيرا إلى أن الدول الأجنبية تطالب بتعليم أبنائهم فى الكليات العملية، متسائلا: لم نمنع هؤلاء من الدراسة العلمية بالأزهر؟".
وألمح إلى أن مستوى التعليم فى الأزهر سواء الجامعى أو ماقبل الجامعى فى حالة انحدار، مطالبا أن يتم تطوير التعليم الشرعى أولا قبل أن تلغى الكليات العملية، وعمل مسارات للطلاب منذ البداية وتخيير الطالب فى أن يدرس العلوم الشرعية أو الدينية، وعدم حشو ذهن الطالب بالعلوم التى لاتفيده وبعديه عن مجاله.
وأكد أن أساتذة طب الأزهر منتشرون بكل دول العالم، وبتطبيق هذه الدعوات سنحرم الأزهر من قواه الناعمة، لافتا إلى أن كلية مثل اللغات والترجمة، يقوم أبناؤها على مهام كبيرة فى دار الإفتاء المصرية وكذلك مرصد الأزهر للغات الأجنبية، وأكبر دليل على فائدة هذه الكليات، أن الأزهر أنشأ مرصدا للغات الأجنبية والإطلاع على مايبثه الغرب من شائعات مغرضة لتشويه صورة الإسلام والمسلمين، وكذلك دور كلية التجارة فى معرفة التعاملات البنكية الإسلامية.
جدير بالذكر أن دعوات خرجت فى الآونة الأخيرة طالبت بإلغاء كليات التعليم المدنى بجامعة الأزهر، مبررة هذا المطلب بأنها أخلت بدور الأزهر فى تجديد الخطاب الدينى.
