مدرس اون لايندخول

[شرح] جغرافيا 2 ثانوي - مستقبل التنمية في الوطن

مستقبل التنمية في الوطن
تواجه التنمية بالوطن العربي عدد من التحديات والعقبات التي تقف عائقًا أمام تحقيقها ومنها:
١- ضآلة الإنتاج العربي:
يمثل الوطن العربي حوالي ٥٪ من مجموع سكان العالم عام ٢٠١٢ م، ولكن الناتج الإجمالي العربي لا يشكل سوى ٤٪ من الناتج الإجمالي العالمي، وتظهر ضآلة حجم الإنتاج العربي بوضوح عند مقارنة الإنتاج العربي بإنتاج الدول المتقدمة كالولايات المتحدة حيث يبلغ الناتج الإجمالى لها نحو ستة أضعاف الناتج المحلي للوطن العربي.
٢- ضالة الدور النسبي للاقتصاديات العربية في العلاقات التجارية العالمية:
حيث لا يشكل حجم التجارة الخارجية العربية سوي ٨٪ من مجموع التجارة الدولية وهي نسبة متواضعة مما يعرض مصير التنمية في الدول العربية لمزيد من المخاطر في المستقبل.
٣- ضعف التجارة العربية البينية:
حيث لا يزيد عن ١٠ ٪ من إجمالي حجم التجارة الخارجية العربية، وبالمقارنة فإن التجارة البينية للمجموعة
الأوربية تمثل ٧٠ ٪ من إجمالي التجارة الخارجية للمجموعة عام ٢٠١٢ م.
٤ - تبعية الاقتصاديات العربية للخارج:
ويرجع ذلك إلى الإفراط في استيراد مكونات التكنولوجيا الحديثة من الخارج، ونتيجة لذلك اتسمت الأنظمة الاقتصادية العربية بالتبعية
5- تباين المسافات الاقتصادية الفاصلة بين الأسواق العربية:
عكس البلدان الأجنبية. ويعود ذلك إلي نقص وسائل المواصلات في الدول العربية التي جعلت التكلفة الاقتصادية لقطع المسافات المكانية باهظة وأكثر منها بين البلد العربي والبلدان الأجنبية.
٦ - محدودية التركيب السلعي للتجارة الخارجية للدول العربية:
- الأقطار العربية لا تنتج إلا سلعًا معظمها للتصدير مثل النفط والغاز الطبيعي،
- معظم الواردات استهلاكية وتشكل أكثر من ٤٨ ٪ من مجمل الواردات، وتشمل المواد الغذائية والمشروبات، في حين تبلغ الواردات من السلع الإنتاجية (الآلات والمعدات) نحو ٣٤ ٪ من مجمل الواردات.
٧ - التركيز على القطاع الزراعي التقليدي وضعف استغلال الموارد الطبيعية الاستغلال الأمثل وتعرضها للاستنزاف:
ويدل على ذلك انتشار الصناعات الاستخراجية بشكل واضح وانخفاض مكانة الصناعة التحويلية في هيكل الإنتاج القومي لأغلب الدول العربية.
٨ - عدم الاستقرار السياسي:
تؤثر التداعيات السياسية على التنمية الاقتصادية والبشرية واستدامتها، فأثر عدم استقرار الأوضاع  السياسية في السنوات الأخيرة على معدلات الإنتاج بجميع القطاعات، مما أدى لانخفاض مؤشرات التنمية.
٩ - مشكلة الفقر والمرض:
- حيث تعانى الكثير من الدول العربية وحتى الغنية من وجود الفقر بشقيه الاقتصادي ومتعدد الأبعاد.
-  تنتشر بعض الأمراض في الوطن العربي مثل أمراض الكبد الوبائي والقلب والدرن وضغط الدم والبلهارسيا وبعض الأمراض المعدية.
١٠ - النمو السكانى المتزايد:
- ارتفاع معدل النمو السكاني في الدول العربية، واستمرار الهجرة من الريف إلى المناطق الحضرية، ( النتائج )
أدى إلى زيادة الضغوط على المرافق والخدمات الحضرية وتلوث الهواء وتراكم النفايات، و ينعكس سلبًا على جميع أبعاد التنمية البشرية والاقتصادية.
١١ - نقص المعرفة والتكنولوجيا:
- بلغت نسبة الأمية بالوطن العربي نحو ٢٤٫٥ ٪ من إجمالي سكان الوطن العربي ٢٠١٢ م،
- نوعية التعليم تحتاج إلى مزيد من التطوير مع دعم البحث العلمي ونشر التكنولوجيا، على الرغم أن لدينا قدرات تعليمية كبيرة والدليل أن كثير من الباحثين والعلماء العرب حققوا نجاحات عالمية .
لقد ساعدت كل هذه التحديات على مزيد من التبعية للخارج، ومزيد من التفاوت في الدخول والثروة بين سكان الوطن العربي، وارتفاع في أسعار المواد الأساسية والخدمات، وارتفاع معدلات التضخم ومعدلات البطالة، وتراجع في الأداء الاقتصادي العام.



يتمتع الوطن العربي بالعديد من الإمكانيات التي تؤهله ليحتل مرتبة عالية في التنمية البشرية ومنها:
١ الامكانات الطبيعية والاقتصادية:
أ الموقع الجغرافي المتميز:
- يربط بين قارة آسيا وإفريقيا وأوربا، ويطل على ثلاث بحار مهمة وهي المتوسط و الأحمر والخليج العربي،
- يتحكم في ثلاثة مضايق لها أهميتها الاستراتيجية في السلم والحرب
- وقناة السويس التي تعد من أهم القنوات الملاحية العالمية والتي توفر الكثير من الوقت والجهد والمال.
ب الثروات الاقتصادية:
- يتسم الوطن العربي بتنوع موارده الطبيعية (النباتية والمعدنية والزراعية)، مما أكسبه أهمية اقتصادية على المستويين المحلي والعالمي ويتضح ذلك فيما يلي:
1- مكانة الوطن العربي في مجال إنتاج وتصدير بعض المنتجات الزراعية اللازمة للصناعة كالقطن، والصمغ العربي، والزيتون وزيته، والتمور والفواكه،
2- يملك ثروة حيوانية يمكن أن تسهم بطرق علمية في سد الاحتياجات العربية وتصدير ما يفيض منها .
3- إنتاجه كميات من الفوسفات وبعض المعادن والأملاح، كالحديد والمنجنيز والرصاص والزنك والبوتاس
وغيرها، وتصديره كميات كبيرة منها للدول  الصناعية.
4- تمتعه بأهمية اقتصادية خاصة في مجال إنتاج وتصدير النفط الخام والغاز الطبيعي، كما يحتوي الوطن العربي علي كميات كبيرة من الفحم الحجري.
5-  امتلاكه إمكانات هائلة في مجال الاستفادة مستقبلًا من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
6- أهميته الكبيرة في مجال الصناعات التقليدية التي تعمل علي تشجيع السياحة،كصناعات التحف والأواني المعدنية والنحاسية والفضية وغيرها فضلًا عن قيام الصناعات المعدنية المختلفة.
٢- الامكانات البشرية
- يمتلك الوطن العربي قوى بشرية كبيرة إذا أحسن تدريبها وتأهيلها يمكن أن تؤهله ليحتل مكانة متقدمة في العالم خاصة وأن أكثر من ثلث هذه القوى من الشباب التي تُبنى بسواعدهم الأمم.



إن التطورات الاقتصادية الدولية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية تفرض تكثيف الجهود من أجل التعاون بين الدول العربية وتكوين تكتلات اقتصادية دولية وإقليمية. وقد شهدت الدول العربية خلال العقود الأربعة
الماضية محاولات للتعاون الاقتصادي والتنمية وذلك بقيام منظمات واتحادات عربية متنوعة ومتخصصة في مختلف البلاد العربية إلى جانب قيام الصناديق والمؤسسات التمويلية العربية وكان لها عدة أهداف

بما أن الأوضاع الاقتصادية العالمية الحالية تتميز بسمة التكتلات الاقتصادية، الأمر الذي يؤكد أن السير في طريق التكتل الاقتصادي للدول العربية هو الوسيلة الوحيدة لمواجهة التحديات والقيود الاقتصادية الخارجية، ومن هذا المنطلق تصبح قضية التكامل الاقتصادي العربي على رأس أولويات الدول العربية، فلا مجال لتحقيق التنمية إلا بتكاتف دوله وتوحيد إمكانياته الإنمائية ويتطلب ذلك عمل الآتى:
1- تصميم استراتيجية عربية قائمة على رؤى قومية، ويستفاد فيها من المحاولات التكاملية السابقة سواء على صعيد جامعة الدول العربية أو بشكل ثنائي بحيث يتم تفادي السلبيات والتأكيد على الإيجابيات.
٢ - ضرورة اندماج الاقتصاديات العربية تحت مظلة كيانات اقتصادية قوية تمكنها من مواجهة التحديات العالمية. والاهتمام بالمشروعات العربية التكاملية المشتركة من حيث التمويل والتسويق.
٣ - وضع خطة شاملة وواضحة لتطوير تكنولوجيا المعلومات، والبحث العلمي، من خلال التوسع في إقامة المؤسسات البحثية المتخصصة ودعمها ماديًا وسن قوانين رعاية الباحثين، حتى تتمكن من إحداث طفرة عالية في مجال تطوير واستيعاب التكنولوجيا.
٤ - تحييد العمل الاقتصادي العربي المشترك عن الخلافات العربية وعدم ربط تلك البرامج بالتغيرات والتطورات السياسية التي تشهدها المنطقة باعتبار أن موضوع التكامل الاقتصادي هو من الثوابت التي تفرضها التحديات
التي تواجهها الأمة العربية.
remove_circleمواضيع مماثلة
avatar
Mr.Riad
جزاك الله خيرا على المجهود الرائع
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى