سفينة نوح عليه السلام
وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ *وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ *وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ *فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ *حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ *وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ *وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ

أمر الله بصنع السفينة
وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آَمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36) وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (37)
اللغويات:
أوحي: ألهم- يؤمن: يعتقد ويتبع دينك ويعبد الله وحده × يكفر – قومك: عشيرتك وأهل قريتك (ج) أقوام – إلا: أداة استثناء – تبتئس: تحزن – يفعلون: يعملون من معاصي – اصنع: ابني – الفلك: السفينة وتستخدم للمفرد والمثنى والجمع – أعيينا: رعايتنا – وحينا: إلهامنا – تخاطبني: تكلمني – ظلموا: خرجوا عن الحق × أنصفوا وعدلوا وآمنوا – مغرقون: معذبون بالغرق .
الشرح:
ظل نوح عليه السلام يعو قومه للإيمان بالله تعالى ألف سنة إلا خمسين عاما فلما استمروا في كفرهم وطغيانهم, أوحى إليه ربه أنه لن يؤمن معه إلا من آمن بالفعل أمره ألا يحزن من كفر الكافرين.
وأمره بصنع السفينة بما يأمره الله من خلال الوحي, ووعده بالحفظ والرعاية, وحذره من سؤال ربه عن الكافرين لأن عقابهم قد نزل وهو الغرق.


مظاهر الجمال:
وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ: الفعل مبني للمجهول للعلم بالفاعل وهو الله تعالى.
أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ: أسلوب مؤكد بأن يدل على انتهاء الدعوة مع قوم نوح.
أسلوب قصر للتخصيص والتوكيد وأداته (النفي والاستثناء)
قَدْ آمَنَ: أسلوب مؤكد بقد يدل على تحقيق المؤمنين للإيمان.
فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ أسلوب نهى غرضه النصح والإرشاد
بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ ما الموصولة يفيد الإيجاز, فلم يذكر أفعالهم لأنها مفهومة.
استخدام الماضي (كانوا) يدل على ثبات جرائمهم وكفرهم.
وَاصْنَعِ الْفُلْكَ أسلوب أمر غرضه الإلزام ووجوب التنفيذ.
بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا العطف بالواو أفاد التنوع والتعدد لأشكال الرعاية.
وتوحيان برعاية الله وحفظه لسيدنا نوح عليه السلام وإرشاده لأفضل وسيلة لصناعة السفينة.
وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ أسلوب نهى غرضه التحذير
إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ أسلوب مؤكد بإن غرضه التقرير وتأكيد عقاب الظالمين.
توضيح لحال الظالمين حتى لا يسأل نوح عليه السلام عن أحد منهم.
سخرية الكافرين
وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (39)
اللغويات:
ملأ: جماعة من الناس × فرد – سخروا: استهزءوا × احترموا – يأتيه: يحل عليه × يُصرف عنه – عذب: عقاب × نعيم – يخزيه: يهينه ويذله × يكرمه وينعمه – يحل: ينزل عليه – مقيم: دائم مستمر × منقطع.
الشرح
وأثناء صنع نوح عليه السلام السفينة كان يمر عليه الناس من قومه الكافرين فيسخرون منه لأنه يصنع السفينة في البر, فيرد عليهم بأنه يسخر منهم كما يسخرون منه, وسوف تعلمون أيها الكافرون من ينزل به العذاب والعقاب الدائم الذي لا ينقطع .
مظاهر الجمال:
وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ  الفعل المضارع يفيد الاستمرار دون تعب أو اهتمام بسخرية قومه منه
كلما مر عليه ملأ: تعبير جميل يوحي باستمرار سخرية قوم نوح عليه السلام منه.
مَلأٌ نكرة التحقير
إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ أسلوب شرط غرضه التقرير, ومعاملة نوح لقومه بمثل ما معاملتهم له.
(تَسْخَرُواْ مِنَّا)(نَسْخَرُ مِنكُمْ) مقابلة توضح المعنى وتبرز الفكرة.
فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ أسلوب تهديد غرضه التخويف والتحذير
يَأْتِيهِ عَذَابٌ: تصوير جميل للعذاب بالضيف الثقيل الذي ينزل على قوم نوح.
عَذَابٌ يُخْزِيهِ: تصوير جميل للعذاب بملك يذل قوم نوح علي السلام.
وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ: تصوير جميل للعذاب بالضيف الثقيل الذي ينزل على قوم نوح
عَذَابٌ مُّقِيمٌ تعبير جميل يدل على استمرار عذاب الكافرين دون انقطاع.
إنقاذ المؤمنين
حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آَمَنَ وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40) وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41)
اللغويات:
أمرنا: عقابنا – التنور: الفرن المشتعل والمراد اشتد الأمر – احمل: ضع فيها – كلٍ: كل المخلوقات – زوجين: ذكر وأنثى (م) زوج – أهلك: أقاربك (ج) أهالي – سبق عليه القول: امرأته وابنه – مجراها: سباحتها وجريانها في البحر × ثباتها ومرساها- مرساها: استقرارها – غفور: كثير المغفرة – رحيم: واسع الرحمة –
الشرح:
فإذا اشتد ظلمهم وكفرهم وانتهى نوح عليه السلام من صنع السفينة أمره الله تعالى بأن يضع فيها من كل المخلوقات ذكر وأنثى وأهله الذين آمنوا معه والمؤمنين الذين كانوا قلة.
ولما بدأ العقاب وركب الجميع قال نوح عليه السلام بسم الله تجري وباسم الله ترسو, إن الله وكثير الغفران واسع الرحمة.
مظاهر الجمال:
حَتَّى : تفيد الغاية
إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا: تصوير جميل لأمر الله وعذابه بشخص غير محبوب يأتي.
أَمْرُنَا استخدام(نا) المتكلمين لتعظيم الله عز وجل.
وَفَارَ التَّنُّورُ تعبير جميل يدل على شدة غضب الله تعالى.
تصوير جميل لغضب الله بالمرجل الذي يفور من شدة الغليان.
قلنا: استخدام(نا) المتكلمين لتعظيم الله عز وجل.
احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ أسلوب أمر غرضه الإلزام
زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ: تفصيل بعد إجمال للتوضيح والتفسير
العطف بالواو أفاد التنوع والشمول والعموم
احمل فيها من كل.......ِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ: أسلوب قصر يفيد التخصيص والتوكيد وأداته (إلا)
وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ أسلوب قصر مؤكد بالنفي والاستثناء يؤكد قلة المؤمنين مع سيدنا نوح عليه السلام.
ارْكَبُواْ فِيهَا أسلوب أمر غرضه الإلزام, ويدل على فضل الله على المؤمنين الذين ركبوا مع نوح عليه السلام.
بِسْمِ اللَّهِ تعبير جميل للتبرك وحسن الاستهلال
مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا تضاد يبرز المعنى ويوضح الفكرة
إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ أسلوب مؤكد بأداتين وهما (إن واللام) يدل على عظم مغفرة الله ورحمته.
غَفُورٌ رَّحِيمٌ استخدام صيغ المبالغة يدل على كثرة المغفرة والرحمة الواسعة.
شفقة الأب
وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42)
اللغويات:
تجري: تسبح – موج: (ج) أمواج – معزل: منأى والمقصود بعيد.

الشرح:
وجرت بهم السفينة في أمواج عالية كأنها الجبال فأشفق نوح عليه السلام على ابنه الذي لم يركب معه فقال له يا بني اركب معنا حتى تنجو من العقاب ولا تكن من الكافرين.
مظاهر الجمال:
وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ: تصوير جميل للسفينة بفتاة تجري وتهرب من الغرق.
مَوْجٍ كَالْجِبَالِ تشبيه جميل للموج في ارتفاعه بالجبال العالي, يدل بالارتفاع والقوة
وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ: تعبير جميل يدل على فطرة الله في الإنسان وهي حب الخير والنجاة للأبناء.
وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ إطناب غرضه التوضيح وتعبير جميل يدل على اغترار الابن بمكانة.
يَا بُنَيَّ أسلوب نداء غرضه الحرص وإظهار حق الأب على ابنه من الطاعة
ارْكَب مَّعَنَا أسلوب أمر غرضه النصح والإرشاد والخوف على ابنه.
وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ أسلوب نهى غرضه التحذير من عاقبة المعصية وعدم الركوب.
مناقشة الفصيح
وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ *وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ *وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ *فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ *حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ *وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ *وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ.
1) هات مرادف (يؤمن – تبتئس – تجري – معزل – يحل – يسخرون) ومضاد (جاء – أعيننا – ملأ – سبق – قليل) وجمع (التنور – قومك – أمرنا – موج – ابنه)
2) فسر الآيات وبين دلال قدرة الله فيها. وهل ظلم الله قوم نوح عليه السلام؟ بين ذلك.
3) ما حال الكافر إذا نظر للمؤمن كما تفهم من الآيات؟ وكيف رد نوح وعليه السالم على الكافرين؟
4) هات الجمال فيما يلي (لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن – نادى نوح ابنه – احمل فيها من كل – لا تخاطبني في الذين ظلموا – فسوف تعلمون – وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها)

2- خلال كريمة
إنى لتطـــربنـــى الخــلال كريمة        طــرب الغريــب بأوبة وتـلاقــى
وتهزنى ذكرى المـروءة والـندى        بين الشمائــل هــزة الـمـشــتاق
فإذا رزقــــت خــلــيــقــة مـحمودة        فـقد اصــطــفاك مقســم الأرزاق
فـــالـنـاس هـــــذا حــظـه مـال وذا        عـلــم وذاك مـــكـــارم الأخـــــلاق
والــمـال إن لم تــدخـــره محـصـنا         بالعــــلـم كــان نـهــاية الإملاق
والعـلم إن لم تكتـنفه شـمـائل         تـعـــليـه كان مـطـيــة الإخـفـاق
لا تحسـبن الـعـلـم يـنـفـع وحـده        مــا لـــم يـتـوج ربــــــــه بـخـــلاق
الشاعر: هو حافظ إبراهيم ولد في أسيوط 1871م وعمل ضابطا في الجيش ثم عمل أمينا للقسم الأدبي بدار الكتب حتى توفى 1932م ولقب بشاعر الشعب وشاعر النيل ،  وترجم قصة (البؤساء) لفيكتور هوجو من الفرنسية إلى العربية.
حب الأخلاق الحميدة:
إنى لتطـــربنـــى الخــلال كريمة        طــرب الغريــب بأوبة وتـلاقــى
وتهزنى ذكرى المـروءة والـندى        بين الشمائــل هــزة الـمـشــتاق
اللغويات:
تطربني: تسعدني وتسرني × تحزنني- الخلال: الصفات (م) خلة - كريمة: عزيزة (ج) كرائم - طرب: راحة ونشاط وخفة - الغريب: البعيد عن أهله والمسافر(ج) غرباء - أوبة: عودة × ذهاب - التلاقى: لقاء الأهل والأحباب × الفراق - تهزني: تسعدني - المروءة: الشهامة والرجولة - الندى: الكرم (ج) أنداء وأندية - الشمائل: الصفات (م) شملة - هزة: نشاط (ج) هزات - المشتاق: شديد الحب.
الشرح:
يقول الشاعر إني أحب الأخلاق الحميدة وأفرح بها مثل فرح الغريب الذي عاد لوطنه أهله بعد طول غياب.
وكلما تذكرت المروءة والكرم والأخلاق العالية شعرت بهزة عنيفة في بدني من شدة تأثري بها كهزة المشتاق إذا رأى من يحب.

مواطن الجمال:
إني لتطربني الخلال: أسلوب خبري مؤكد بـ (إن- لـ)  
البيت الأول: شبه سعادته بالأخلاق الكريمة بسعادة الغريب العائد لوطنه وأهله.
أوبة وتلاقي: العطف بالواو يفيد شدة السعادة وتنوع أسبابها. تلاقي نتيجة للعودة.
الخلال كريمة: تعبير جميل يدل على دقة الشاعر بتحديد نوع الأخلاق التي تسعده .
كريمة: نكرة للتعظيم وتفصيل بعد إجمال.
تهزني ذكرى المروءة والندى هزة المشتاق: شبه سعادته بالمروءة والكرم بسعادة المشتاق وهزته للقاء حبيبه.
تطربني – تهزني : بينهما ترادف يؤكد شدة السعادة بالصفات الحسنة .
لماذا خص الشاعر المروءة والندى في أبياته؟
خص الشاعر هاتين الصفتين لندرتهما في الزمن الحالي.
الأخلاق رزق من الله:
فإذا رزقــــت خــلــيــقــة مـحمودة        فـقد اصــطــفاك مقســم الأرزاق
فـــالـنـاس هـــــذا حــظـه مــال وذا        عـلــم وذاك مـــكـــارم الأخـــــلاق
اللغويات:
خليقة: خصلة طيبة وخلق (ج) خلائق- محمودة: حسنة x قبيحة - اصطفاك: اختارك بعناية - مقسم الأرزاق: الله عز وجل (م) رزق - حظه: نصيبه وقدره (ج) حظوظ - ذا: هذا - ذاك: ذلك - مكارم : محاسن (م) مكرُمة.
الشرح:
واعلم أيها الإنسان أن الأخلاق رزق من عند الله, فإذا اختارك الله بصفة حميدة فاعلم أن لك منزلة عند الله تعالى.
والناس متفاوتون في الرزق, فبعضهم يرزقه الله المال والآخر يرزقه العلم وثالث يرزق الأخلاق السامية النبيلة.
مواطن الجمال:
إذا: أداة شرط تفيد التحقق واليقين
رزقت: بني الفعل للمجهول للعلم بالفاعل وهو الله .      
فإذا رزقت خليقة محمودة: تصوير جميل للخصال الحميدة برزق كثير.
خليقة: نكرة للتعظيم.
وصف خليقة بأنها محمودة: يدل على عظمة الخلق وجماله
فقد اصطفاك : أسلوب مؤكد ب(قد) علاقته بما قبله نتيجة .
تعبير جميل يدل على حب الله لصاحب الخلق الحسن.
مقسم الأرزاق: تعبير جميل يدل على أن الرزق بيد الله وحده وهو الذي يقسمه بين الناس.
البيت الثاني: تفصيل بعد إجمال للتوضيح .
حسن تقسيم جميل لحظوظ الناس في الحياة ويعطى التقسيم نغما موسيقيا
المال والعلم والأخلاق:
والــمـال إن لم تــدخـــره محـصـنا         بالعــــلـم كــان نـهــاية الإملاق
والعـلم إن لم تكتـنفه شـمـائل         تـعـــليـه كان مـطـيــة الإخـفـاق
لا تحسـبن الـعـلـم يـنـفـع وحـده        مــا لـــم يـتـوج ربــــــــه بـخـــلاق
اللغويات
المال: النقود (ج) أموال- تدخره: توفره وتحفظه × تبذره وتهمله- محصنا: محفوظا ومصونا × مضيعا ومفرطا فيه - نهاية: غاية - الإملاق: الفقر الشديد × الغنى- تكتنفه: تحوطه وتصونه - تعليه: تسمو به وتبعده عن الشر× تحطه- مطية: وسيلة (ج) مطايا - الإخفاق: الفشل × النجاح - لا تحسبن : لا تظن × لا تتأكد - ينفع: يفيد × يضر- يتوج: يتزين ويتجمل - ربه: صاحبه (ج) أرباب - خلاق: نصيب من الخير.
الشرح:
واعلم أيها الإنسان أن الغني صاحب المال إذا لم يتعامل معه مستخدما العلم الصحيح فسوف يخسر كل ماله ويصبح مصيره الفقر الشديد.
الإنسان العالم إن لم يستخدمه علمه في حدود الأخلاق النبيلة ويستخدم ذلك العلم في الخير فسوف يكون علمه سببا في فشله.
واحذر أيها العاقل فالعلم وحده لا ينفع صاحبه إن لم يلتزم صاحبه بالأخلاق النبيلة السامية التي تحافظ على علمه وتهذبه.
مواطن الجمال
البيت الأول: أسلوب شرط للتحقيق والثبوت.
محصنا بالعلم: شبه العلم بحصن يحفظ المال .وشبه المال بإنسان يتحصن .  
كان نهاية الإملاق: تعبير جميل يدل على شدة خسارة الجاهل لماله.
المال – الإملاق: تضاد يوضح المعنى ويقويه .
البيت الثاني: أسلوب شرط للتحقيق.
تكتنفه شمائل: تشبيه جميل للعلم بكنز الثمين
وتشبيه للأخلاق بالسور الذي يحيطه ويحميه
كان مطية الإخفاق: تشبيه جميل للعلم بالمطية التي يركبها الإنسان.
وشبه الإخفاق بإنسان يركب تلك المطية.    
لا تحسبن : أسلوب نهى للنصح والإرشاد والتحذير.
    أسلوب مؤكد بالنون ليحذر من فكرة أن العلم يمكن أن يفيد بدون خلق يحميه.
لا تحسبن العلم ينفع وحده: تصوير جميل للعلم بإنسان لا يمكن أن يساعد الناس بمفرده.
يتوج ربه بخلاق: تصوير جميل للخلق الحسن بالتاج الذي يتزين به أصحاب الأخلاق الكريمة مناقشة الفصيح
إنى لتطـــربنـــى الخــلال كريمة        طــرب الغريــب بأوبة وتـلاقــى
وتهزنى ذكرى المـروءة والـندى        بين الشمائــل هــزة الـمـشــتاق
فإذا رزقــــت خــلــيــقــة مـحمودة        فـقد اصــطــفاك مقســم الأرزاق
1- هات مرادف (تطربني) ومضاد (المشتاق) ومفرد (الشمائل) في جمل تامة.
2- بم افتخر الشاعر في الأبيات؟ وعلام يدل ذلك.
3- هات الجمال فيما يأتي (طرب الغريب بأوبة وتلاقي – فقد اصطفاك مقسم الأرزاق)
والــمـال إن لم تــدخـــره محـصـنا         بالعــــلـم كــان نـهــاية الإملاق
والعـلم إن لم تكتـنفه شـمـائل         تـعـــليـه كان مـطـيــة الإخـفـاق
لا تحسـبن الـعـلـم يـنـفـع وحـده        مــا لـــم يـتـوج ربــــــــه بـخـــلاق
1- هات مضاد (تدخره) وجمع (مطية) ومرادف (الإملاق) في جمل تامة.
2- بين الشاعر أن المال والعلم يحتاجان الخلق الجميل. وضح ذلك.
3- ما المال في قول الشاعر (مطية الإخفاق- لا تحسبن العلم ينفع وحده – العلم إن لم تدخره محصنا – يتوج ربه بخلاق)