مدرس اون لايندخول

فلسفة 2 ثانوي 2015 - الفلسفة السياسية ومفهومها وموضوعاتها

الفلسفة السياسية ومفهومها وموضوعاتها

أولا : السياسة والفلسفة السياسية:
أصل كلمة لسياسة فى اللغة الإنجليزية politics مستمد من الكلمة اليونانية polis بمعنى دولة المدينة ، غير أن دولة المدينة عند قدماء اليونان كانت تتولى مهام ووظائف لا نهاية لها فى تربية المواطن والإشراف على حياته الخاصة .
ويمكن تمييز علم السياسة عن الفلسفة السياسية على النحو التالى :
علم السياسة الفلسفة السياسية
- يقوم علم السياسة الحديث بمهمة وصف الظواهر السياسية وتحليلها ومعرفة علاقتها ببعضها .
- يهدف إلى الوصول إلى وضع قوانين علمية ثابته فى مجال السياسة والعمل السياسى .
- يتناول بالدراسة والتحليل الظواهر السياسية المختلفة التى تشمل نظم الحكم كما هى قائمة فعلا فى الدول المختلفة وعلاقة الول ببعضها أو علاقة الدولة بالفرد . - تتناول الفلسفة السياسية المبادئ والتصورات ، التى يسلم بها علماء السياسة ، بالتوضيح والشرح والتحليل .
- تتجه الفلسفة السياسية إلى تشخيص أمراض المجتمع السياسية ومحاولة إيجاد الحلول الكفيلة بتصحيحها ووصف علاجها بإقتراح ما ينبغى أن يكون عليه المجتمع والدولة .
- تفترض وجود بعض القيم مثل العدالة والحرية وتحاول تقييم الواقع فى ضوء هذه القيم .
- تتناول البحث فى حقيقة السياسة وأصل نشأتها ، وهل هى موجودة بالطبيعة أم بالاتفاق والعقد وهل تستلزم العدالة المساواة المطلقة ؟ أم تقضى العدالة بامتياز البعض بحيث يكون التمايز والاختلاف أمرا طبيعيا .
ثانيا : نشأة فلسفة السياسة :
- نشأة الفلسفة السياسية لأول مرة من خلال الحياة السياسية التى وجدت عند اليونان خلال القرن الخامس قبل الميلاد .
- إن الحضارات الشرقية القديمة قد عرفت النظم السياسية والتشريعات والقوانين التى تنتظم بها حياة أفرادها إلا أنها لم تضع هذه النظم والقوانين موضع التساؤل ، كما فعل فلاسفة اليونان حين أثاروا هذه المشكلة التى دارت حول الدولة وقوانينها : هل هى موجودة بالطبيعة أم من صنع الإنسان ؟ هل يمكن للإنسان أن يغيرها بحسب تغير ظروفة ؟ أم أن لها طبيعة ثابته لا تتغير على مدى العصور والأيام ؟
- أثارت الفلسفة السياسية البحث عن مصدر سلطة الحكام والملوك ، وهل يتلقى الحكام سلطاتهم وقوتهم من الآلهة ؟ أم أن اصل سلطاتهم اتفاق الناس فيما بينهم ؟ كما تساءلوا عن أفضل صور الحكم ، وما الدولة المثالية ؟
ثالثا : نظريات نشأة الدولة :
1- نشاة الدولة فى النظريات اليونانية القديمة :
- عاش سقراط ( 469-399 ق.م ) فى ظل حكومة أثينا التى شهدت لأول مرة فى التاريخ دولة ديمقراطية حققت لمواطنيها كثيرا من الحقوق التى لم تعرفها الشعوب الأخرى .
- ذلك لم يمنع من وجود كثير من أوجه الفساد والظلم الإجتماعى الذى عبر السفسطائيون عنه حين اخذوا يناقشون أصل القوانين والنظم السياسية ونشأة الدولة هل مرجعها إلى الآلهة أم إلى إرادة الإنسان.
- عاش سقراط فى هذا العصر وحوكم فى ظل حكومة آثينا ، وقضى عليه بالإعدام لنقده بعض جوانب الحكم ومعارضته للحكام .
- وفى ظل هذه الظروف نشأ أفلاطون ( 427-347 ق. م ) وكتب أشهر كتاب عرفه تاريخ الفكر السياسى بعنوان : محاورة ( الجمهورية ) الذى كرسه لوصف الدولة المثالية التى كانت أول رؤية فلسفية لمدينة فاضلة عرفها الفلاسفة وكتبوا على غرارها ما تصوروه عن الحكم الأمثل .

فكر                                            الشهيد الأول للعقل وحكمته
ظل " سقراط " يؤدى رسالته ويسير وراءه الشيوخ والشباب ، يلهب فيهم روح الفضيلة ويزكى فيهم نزعة الثورة على الفساد ، حتى بلغ السبعين من عمره ، فاجتمعت عليه قوى الشر وإرادات الانتقام ، فوجهت إليه تهمة ذات شقين :
دينى : وهو إنكاره لآله اليونان ودعوته إلى آلهة جديدة.
وسياسي : وهو إفساد الشباب بتحريضهم على النظام القائم.
ووقف سقراط فى قفص الاتهام يشرح موقفه ويؤكد رسالته فى ثبات رائع وبطولة رائدة ، وأبى أن يستعطفهم فثارت حميمة القضاء وصدر الحكم بإعدامه ، فأمسى سقراط الشهيد الأول للعقل وحكمته.
وهنا نتساءل : ما قيمة سقراط فى الفكر الفلسفى اليونانى على وجه الخصوص ؟
أ- نشأة الدولة فى فلسفة أفلاطون:
- اتفق أفلاطون مع أستاذه سقراط على أن نشأة الدولة أمر طبيعى فطر عليه الإنسان ، إذ يرى أفلاطون أن الفرد لا يستطيع أن يكفى حاجاته الضرورية للمعيشة بنفسه دائما بل يتعاون مع غيره على قضاء هذه الحاجاتالتى يعد المأكل والملبس من أهم ضرورياتها . والإنسان بطبعه حيوان اجتماعى لا يستغنى عن الحياة مع الآخرين.
- لذلك ، فقد ظهر التخصيص بين المواطنين ، إذل يقوم البعض بالزراعة والبعض الآخر بالصناعة أو التجارة ، ثم بعد أن يكفى المجتمع حاجات أفراده الضرورية يبدأ فى التوسع فى التجارة مع الدول الأخرى.
- ومن هنا تنشأ الحاجات إلى جند وحراس وحكام يتولون سياسة المواطنين وتوجيههم ويتوفر لهم صفات الشجاعة والحماسة والحكمة والدفاع عن الأفراد وحمايتهم.
- ينتهى أفلاطون من ذلك إلى تقسيم الدولة إلى ثلاث طبقات رئيسية:
طبقة المنتخبين : وهى التى تتولى إنتاج حاجات المجتمع الضرورية من مأكل وملبس ومسكن.
طبقة الجند : الذين يتولون مهمة الدفاع عن الدولة وتسهر على حماية نظامها وترد كل اعتداء يقع عليها.
طبقة الحكام : الذين يتولون مهمة الحكم وتوجيه الدولة بكل طبقاتها نحو الخير ؛ لأن الدولة الصالحة هى الكفيلة بتكوين المواطن الصالح.
- العدالة فى رأى أفلاطون تتلخص فى أداء كل طبقة للوظيفة الخاصة بها ملتزمة بفضيلتها.
- تتحقق المدينة الفاضلة بالاهتمام بتربية طبقة الجند أو المحاربين، وطبقة الحكام منذ نعومة أظفارهم ، تربية تتناول الروح والبدن على السواء ، فيدرسون الموسيقى ، والتربية الرياضية ، والعلوم الرياضية ، والفلسفة.
ب- نشأة الدولة فى فلسفة أرسطو:
- اتفق أرسطو مع أستاذه أفلاطون فى قوله إن الإنسان حيوان اجتماعى بالطبع ، وإنه لا يستغنى عن الحياة فى المجتمع منظم،
- لم يتفق أرسطو مع أستاذه فى القول بأن أفضل أنواع الحكم هو حكم الفلاسفة، وإنما دعا إلى الحكومة الدستورية التى تلتزم باحترام القوانين:
- يرى أرسطو أن الدولة هى نظام طبيعى ، شأنها شأن الأسرة أو القرية من صنع الطبيعة ؛ لأن الإنسان لا يستطيع الحياه إلا مع الآخرين.
- متب أرسطو مؤلفه الشهير المعروف بكتاب "السياسة" وضع فيه نظريته فى الدولة وآراءه عن الحكومات الصالحة منها والفاسدة، حيث صنف أنواع الحكومات على أساس الغاية من الحكومة وعدد أفرادها ، فإن كانت الغاية من الحكومة:
خدمة مواطينيها تكون انواع الحكومات الصالحة خدمة افراد الحكومة انفسهم تمون انواع الحكومات الفاسدة
(أ) الحكومة الملكية *عندما يتولى الحكم الفرد الصالح. (أ) حكم الطغيان * إذ كان الحكم بيد فرد يستغل سلطاته لمصلحته الخاصة ولظلم الآخرين.
(ب) الحكومة الأرستقراطية * عندما يتولى الحكم القلة الصالحة. (ب) حكم القلة الغنية * إذا كانت القلة تعمل لصالحها ولا تبغى إلا زيادة ثرواتها.
(ج) الحكومة   * عندما يكون الحكم للأغلبية (ج) الديمقراطية الفاسدة أو حكم الغوغاء   * وتتحقق إذا انقلب حكم الأكثرية إلى الفوضى واتباع الأهواء وأطلق العنان للشهوات بلا ضابط ولا نظام.

• حدد أرسطو شروط الدولة الصالحة فرأى أن دولة المدينة هى خير النظم السياسية لأنه من السهل قيادة أفرادها وتوجيههم .
• رفض نظام الإمبراطوريات الكبيرة : لأنها لا توفر لأهلها السعادة .. بالإضافة إلى صعوبة قيادة أفرادها وتوجيههم .
• كما رأى أن الدولة الصالحة هى التى تلتزم بالقانون وتراعى مصالح الجميع .
• ومن الواضح أن افلاطون وأرسطو قد تأثرا فى أرائهما السياسية بالنظام الذى ساد زمانهما وهو نظام دولة المدينة ، وقد أتفق كلاهما على أنه نظام طبيعى بل هو أفضل نظام .
* السياسة فى حياتنا *
الإنسان حيوان سياسى قالها أرسطو – منذ 25 قرناً – أى انه يهتم بالشئون العامة للحياه وإدارة الحياة، وأهتمامة معناه أن يشارك وأن يكون له رأى ودور فى إدارة الحكم فى بلدة .. ولم يفرق الدستور بين المواطنيين : المدرسين والطلبة .. أى ان الطلبة يجب أن يكون لهم دور فى السياسة  ، وفى نفس الوقت يجب أن يتفرغوا للعلم وليس للسياسة ، أى انهم طلبة معظم الوقت ، وساسة بعض الوقت ،فإذا تعلموا أفضل كانو ساسه أحسن .
ولا يمكن لطالب العلم أ، يكون شيئا له قيمة إلا إذا عكف وتفرغ وأطال النظر فى الكتب 0
- إلى أى مدى تتفق أو تختلف مع هذا الموقف ؟ اذكر مبرراتك .

2- النظريات الحديثة فى إنشاء الدولة :-
 فى معظم العصور الحديثة وبعدزوال نظام الإقطاع ظهر شكل جديد للدولة هو الدولة القومية التى انتشرت خلال القرن السابع عشرفى أوروبا .
 اتجه فلاسفة القرنين السابع عشر والثامن عشر إلى البحث فى أسس نشأة الدولة والمبادئ التى تستند إليها فى حقها فى السيادة على مواطنيها ، وقد أنتهى كثير منهم ألى نظرية التعاقد الاجتماعى كأساس إنشاء الدولة ومصدر سيادتها .
أ -  نظرية العقد الأجتماعى عند توماس هوبز " 1588-1679م "
 وضح هوبز " أ، الذه والالم غريزتان فى الإنسان تدفعانه إلى الإقبال على كل ما يسبب له اللذة والهرب مما يسبب الألم والإنسان بطبعه أنانى وهو يسعى لتقوية ذاته على حساب الآخرين والحصول على أكبر قدر ممكن من النفع والفائدة .
 يدرك الإنسان بعقة أن الحياة وفقا للطبيعة سوف تنتهى به الى الدمار المطلق ولذلك فإنة يرى أن السبيل الوحيد لاستمراره فى الحياة هو تكوين المجتمع السياسى الذى ينهى به حرب الجميع ضد الجميع على حد قوله.
 يوجد المجتمع السياسى بالتعاقد الذى يتنازل به الافراد عن حقوقهم لشخص كى يصبح هو صاحب السلطة العليا التى تسهر على حياتهم وتحقيق امنهم .
 الشخص الذى يتم التنازل له بموجب العقد هو الملك وسلطاته مطلقة لا يجوز الرجوع عنها او الثورة عليها ؛ لأن العقد هو التزام من المواطنين أنفسهم بطاعة الحاكم وليس تعاقدا بينهم وبين الحاكم .
 فضل " هوبز " الملكيه على الصور الاخرى من الحكم ؛ لان تعدد الحكام قد يؤدى الى اختلافهم وبالتالى الى ظهور الصراع بينهم مما يضعف من الحكم
- تعقيب على فلسفة هوبز السياسية :
• افترض " هوبز " أن الأنانية شىء طبيعى فى الإنسان وهو تفسير لا يتفق مع ما يشاهد من أن الإنسان كما تسيره الدوافع الأنانية إلا انه من جهه اخرى توجهه دوافع الإيثار والتعاون والتضحية.
• إن افترض السلطان المطلق للملوك هو ايضا لا يتلاءم مع طبيعة الحياة الاجتماعية التى تتطور وتتغير أهدافها بجيث يكون من الطبيعى مطالبة المواطنين بحرية الرأى المعبر عن التغيرات الاجتماعية.

ب. نظرية العقد الاجتماعى عند " جون لوك " ( 1632-1704 )
1- نقطة البداية فى نظرية " لوك" هى البحث فى الحالة الطبيعية للانسان قبل وجوده فى المجتمع السياسى.
2. حالة الطبيعة ليست كما وصفها هوبز حالة عدوان وأنانية بل هى حياة صالحة يتمتع فيها كل الأفراد بالحرية والمساواة والسلام والتعاون المتبادل ، هكذا كانت الحياة الانسانية قبل ظهور المجتمع السياسى والدولة.
3. الطبيعة فى حد ذاتها يمكن ان توفر للجميع حاجاتهم ،كما انه لا يجوز لاحد ان يتعدى على حياة الاخرين أو حريتهم أو ممتلكاتهم .
4. قد يتعدى الإنسان على قانون الطبيعة بارتكاب جرائم مثل القتل والسرقة وفى مثل هذه الحالات يصبح من حق المعتدى علية الانتقام وعقاب المعتدى علية او الجانى .
5. يصبح الفرد وفقا لذلك قاضيا يقتص لنفسة ممن يعتدى عليه وعندئذ لا يوجد ضمان للعدالة ، ويسود الظلم والفوضى فى المجتمع ، ومن هنا تظهر الحاجة الماسة لنشأه الدولة .
6. ينشأالمجتمع السياسى الجديد او الدولة نتيجة العقد الأجتماعى الذى يتعهد فيه الأفراد بالتنازل عن بعض حقوقهم الطبيعة لشخص أو لبضعة أشخاص يكونون حكومة غايتها توفير القضاء العادل الذى يحقق استقرار الحياة وتحقيق السلام للمواطنين .
7. تختلف صيغة العقد الجتماعى عند " لوك " عنها عند سابقة " هوبز " فى ان " لوك" يحد من سلطات الحاكم المطلقة ، حيث تكون سلطة الحاكم مقيدة بادارة الشعب . فى حين اعتبر " هوبز" ان تنازل الافراد عن حقوقهم هو تنازل مطلق .
8. أثرت فلسفة " جون لوك " السياسية تأثيرا بالغا فى الفكر السياسى خلال القرن الثامن عشر . ولا يزال تأثيرة قائما حتى اليوم .
تعقيب على الفكر السياسى عند " جون لوك "
- إن القول بوجود حقوق طبيعية ينعم بها الأفراد قبل وجود المجتمع المنظم ووجود التشريعات التى تحمى هذه القوانين هو أمر غير مؤكد ولا يوجد ما يثبتة .
- رأى " لوك " أن حكم الاغلبية هو افضل انواع الحكم ؛ لأن الاقلية إذا حكمت فهى تعمل لمصلحة ذاتها لا لمصلحة الاغلبية ، ولكن الأغلبية من جهة أخرى قد تفرض نوعا من الاستبداد .




رابعاً –  فلسفة الحكم ومفهوم الدولة :
بين الدولة والحكومة :
1) يميز الفلاسفة منذ أرسطو بين الدولة والحكومة ، حيث قال أرسطو أن الدولة هى مجموع المواطنين ، بينما الحكومة هى مجرد هيئة من هيئات الدولة الثلاث : الهيئة التشريعية ، الهيئة التنفذية ، الهيئة القضائية .
2) ويتفق كثير من المفكرين مع أرسطو على تعريف الدولة بأنها : اجتماع مجموع المواطنين اجتماعا دائم البقاء على أرض معينة ، على أن يكون للمواطن موارد مالية ونظم اقتصادية واجتماعية وسياسية وراء أهداف عامة مشتركة .
3) أما الحكومة فتعرف بأنها : مجموع الأشخاص الذين يتولون السلطة ، وبهذا تكون الحكومة هى الاداة المنفذة لرغبات الدولة . والحكومة ليست فى حد ذاتها صاحبة السيادة او السلطة ، وإنما تستمد سلطتها وسيادتها من صلتها بالدولة ، وهى الأداة التى تحقق الدولة عن طريقها سيادتها على الأفراد .

* وفيما يلى عرض موجز لبعض نماذج الحكم والحكومات فى الفلسفة الأسلامية والفلسفة الغربية ، وهى على التوالى :
1- فلسفة الحكم فى الفلسفة الإسلامية :
أ‌- الفلسفة الإسلامية :
• أقر الخلفاء الراشدون بمسئوليتهم أمام الامة وحق الشعب فى محاسبتهم ، فقد روى أن أبا بكر أول الخلفاء المسلمين قال فى أول خطبة له : " إنى قد وليت عليكم ولست بخيركم ، فإن أحسنت فأعينونى ، وإن أسات فقومونى " .
• وفى الحقيقة فان القرآن الكريم لم يحدد شكلا محدداً للحكومة وإنما دعا الى مبادئ عامة هى دعائم كل حكم صالح وهى العد فى قوله : ( وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) " سورة النساء : آية 58 "  ( إن الله يأمر بالعدل والإحسن وإيتاى ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى يعظكم لعلكم تذكرون ) " سورة النحل : آية 90 ".
• كما ينص أيضا على الشورى فى قوله تعالى " وشاورهم فى الأمر " كما يدعو للمساواة فى قوله : ( إنما المؤمنون إخوة ) " سورة الحجرات : الآية  10".
• هذا ، ويمكن عرض نموذجين لتوضيح بعض ملامح الفكر الإسلامى فى نظم الحكم :
1) الفارابى ونظام الحكم ( 870- 950 م )
o تعادل منزلة " الفارابى " فى الاسلام منزلة أفلاطون عند اليونان : إذ قدم أهم محاولة للتوفيق بين الفلسفة وبين ما ينبغى أن تكون علية الحياة السياسية ، لكى تتحقق السعادة والحياة الصالحة الكاملة للبشر .
o تأثر " الفارابى " فى أرائة السياسية بجمهورية أفلاطون ، التى يصف فيها أفلاطون الدولة المثالية ، وكتب على غرارها كتابة المهم : " آراء أهل المدينة الفاضلة ".
o تتلخص فلسفتة السياسية فى انها عبارة عن حلم بمدينة فاضلة تتحقق فيها للبشر على الأرض السعادة .
o نادى بأن يملك زمام الدولة حاكم فاضل وعادل يتصف بالحكمة .
o يرى أن الأمة الفاضلة هى التى تتعاون مدنها كلها على تحقيق السعادة لجميع لجميع أفرادها .
o والمدينة الفاضلة التى يحلم بها الفارابى : هى المجتمع السياسى الذى يقوم على توحيد الأمة فى ظل حاكم مركزى قوى يحكم وفقا للشرائع والقوانين السليمة .

ب‌- الكواكبى ونظرية الحكم الاستبدادى ( 1848- 1902 م )
• حاول عبدالرحمن الكواكبى – فى العصر الحديث- التصدى لأسباب الفساد والتخلف التى شاعت فى الأمة العربية.
• ألف كتابة المعروف : " طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد " ، فعرف الأستبداد بأنه تصرف فرد أو مجموعة فى حقوق قوم بلا خوف ، ويقول: إن منشأ الاستبداد إنما هو من كون تصرفات الحكومة غير متفقة مع الدستور ، أو إرادة الامة ، وهذه حالة الحكومات المطلقة .
• ويرى الكواكبى ان الحكومة تخرج عن وضع الاستبداد عندما تكون تحت المراقبة الشديدة والمحاسبة من جانب الشعوب .
• كذلك يطالب الكواكبى الأمة الإسلامية باليقظة والوعى حتى تتحرر من آفة الاستبداد وتصلح لها الحياة السياسية والاجتماعية .
ب. الفلسفة الغربية .
" جان جاك روسو " والحكم الديمقراطى ( 1713-1778م)
 من مؤلفاتة فى السياسة كتاب " العقد الاجتماعى " الذى تضمن خلاصة فلسفتة السياسية .
 ذهب مذهب سابقيه " هوبز " و " لوك " الى القول بان الانسان ولد حرا ، غير ان المجتمع السياسى سرعان ما كبلة بالقيود .
ويرى هذا الفيلسوف ان :-
 الدولة المثالية هى التى يتمتع فيها الانسان بهذه الحرية الطبيعية مع خضوعة للقانون السياسى .
 الحل الوحيد للتوفيق بين حرية الفرد ونظام المجتمع هو ان تتحد ادارة الفرد بادارة المجموع او الادارة العامة كما يسميها ، وبغير هذه الوحدة لا يكون الانسان حراًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًً .
 الفرد عندما يبرم عقدا اجتماعيا يتنازل بمقتضاه كل فرد عن حقوقة الشخصية ، لا لشخص معين او لبضعة اشخاص كما تصور " هوبز " و " لوك " . بل يتنازل للمجموع .
 الفرد حين يتنازل عن حقوقة للمجموع فانة يحتفظ بحريتة فى نفس الوقت وبهذا يضمن المساواة والحرية للجميع على حد سواء .
 الحكومة يجب ان تخضع لرأى مجموع الشعب بحيث لا تطغى فئة منه على اخرى ، بل لا يجوز فيها للحكام أن يخرجوا على إرادة الجميع .
 الشعب يحق له عزل الحكام متى شاء وإذا ناب عن الامة أو الشعب نواب فهم مجرد وسطاء منفذين لإرادة المجموع وبهذا لا تكون سيادة لأحد سوى الشعب .
وبهذا - أنطوت فلسفة "روسو" على مبادئ الديمقراطية التى تحمى حقوق الأفراد وتدافع عن حريتهم ، وتضمنت من جهة أخرى المبادئ التى تعمل على تحقيق نوع من المساواة فى الحقوق وفى الملكية بين المواطنين .

خامساً – الحكم الديمقراطى فى العصر الحالى :
 أصبحت الديمقراطية فى عصرنا الحالى أوسع نظم الحكم انتشارا : لأنها حكم الشعب وتعمل على مصلحة الشعب .
 كانت الديمقراطية قديما مباشرة تتيح لجميع المواطنيت الأحرار التعبير عن إرادتهم وتوجية الحكم ، وقد كان هذا ممكنا فى الدول الصغيرة المحدودة ، كما حدث فى المدن اليونانية فى الفرن الخامس قبل الميلاد .
 أما الديمقراطية الحديثة فهى ديمقراطية غير مباشرة ذلك لأن اتساع البلاد وكثرة عدد السكان القادرين على المشاركة فى السياسة يجعل من المستحيل أن يجتمع جميع المواطنين فى مكان واحد لمناقشة القوانين والتصويت عليها واتخاذ القرارات .
 تتخذ اليمقراطية الحديثة اسلوب التمثيل النيابى الذى يوكل لفئة منتخبة من المواطنين ان تنوب عن عامة الشعب فى توجية السياسة العامة للدولة .
 اتجهت النظم الحديثة الى تفضيل النظم الجمهورية حيث يكون اختيار الحكام بها بالانتخاب لا بالوراثة.

وصفوة القول : إن الفلسفة السياسية تقوم بدراسة كيفية تحقيق اكبر قدر من العدالة والحكمة فى المجتماعات السياسية فى محاولة للارتقاء بالقيم السياسية فى المجتمعات الإنسانية ، وقد بدا ذلك بوضوح منذ مطلع العصر الحديث حينما ظهرت نظرية العقد الاجتماعى على يد فلاسفة التنوير ، وترتب عليها بزوغ عصر الديمقراطية الغربية الحديثة والفصل بين سلطات الدولة .
فلابد من الوعى السياسى لدى المجتمع من اجل المشاركة الفعالة ، وتغيير الفكر للوصول بالمجتمع الى اعلى مستوى من الانتماء والمواطنة .
remove_circleمواضيع مماثلة
avatar
ألف شكر على هذا المجهود الرائع
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى