مدرس اون لايندخول

شرح الشك المنهجي في الحضارة الغربية "ديكارت" فيديو - فلسفة ثانى ثانوى

الشك المنهجى والبناء الحضارى
ديكارت

النهضة الأوربية ومكانة ديكارت
عاش ديكارت فى عصر النهضة الأوروبية وأراد أن يساهم فى التقدم الأوربى وإستخدام الشك كمنهج فى التفكير حتى يصل إلى اليقين ولقب بأبو الفلسفة الحديثة.
فرنسيس بيكون وديكارت:
1- إستخدم "بيكون" المنهج الإستقرائى التجريبى فى الدراسة العلمية للظواهر الطبيعية.
2- إستخدم "ديكارت" المنهج العقلى الذى يبدأ بالشك ثم إستخدم الحدس والإستنباط العقليين فى تأملاته الفلسفية للكون والتجربة الإنسانية ككل.
معنى المنهج عند ديكارت :
1- يعرف ديكارت المنهج بأنه "جملة القواعد المؤكدة التى إذا راعها عقل الباحث ابتعد عن الوقوع فى الخطأ وبلغ اليقين فى كل ما يريد معرفته دون جهود ضائعة".
مثال :
المعرفة الرياضية عند ديكارت هى النموذج الأمثل للمعرفة اليقينية والعلم لا يكون يقيناً إلا إذا إتخذ صورة المعرفة الرياضية التى تكتسب عن طريق المنهج الرياضى.
دعامات المنهج الديكارتى

يقوم المنهج عن ديكارت على دعامتين هما:
"فعلان عقليان يمارسهما أى إنسان بالفطرة"
أ- الحدس:
هو الرؤية العقلية المباشرة التى يدرك بها الذهن بعض الحقائق ويسلم بها العقل تسليماً.
- أى أن الحدس ومضه سريعة للعقل يدرك بها الإنسان الحقائق اليقينية إدراكاً مباشراً دون مقدمات أو الحاجة إلى شهادة الحواس.
ب- الإستنباط:
هو فعل من أفعال العقل ننتقل فيه من حقائق معينة نسلم بصحتها إلى نتائج تلزم عنها.
قواعد المنهج الديكارتى
1- قاعدة البداهة والوضوح:
أهم وأخطر القواعد وتدعو الإنسان وهو يبحث عن الحقيقة إلى التحرر من كل سلطة إلا سلطة العقل ويقول " آلا أتلقى شيئاً على الإطلاق على أنه حق ما لم أتبين بالبداهة أنه كذلك بمعنى أن يبذل الإنسان الجهد وعدم التعجل والتشبث بالأراء القديمة إلا ما يظهر أمام عقلى فى وضوح وتميز يزول معهما كل شك".
2- قاعدة التحليل:
تفترض أن كل مشكلة نقوم بدراستها مشكلة مركبة فيجب أن نبدأ بتقسيمها وتحليلها إلى عناصرها البسيطة حتى يمكن حلها.
3- قاعدة التأليف:
تكمل القاعدة السابقة ويقول "أن أرتب أفكارى بأبسط الأمور وأيسرها معرفة ثم أتدرج رويداً حتى اصل إلى معرفة أكثر تعقيداً بل أن أفترض ترتيباً بين الأمور التى لا يسبق بعضها البعض الآخر بالطبع.
4- قاعدة الإحصاء والمراجعة:
تتم فيها مراجعة كل الخطوات السابقة حتى نكون على ثقة من أننا لم نغفل أى عنصر من موضوع البحث.
مثال:
الميكانيكى حين يقوم بإصلاح عطل السيارة.
من الشك إلى اليقين
1- كان هدف ديكارت من الشك الوصول إلى الحقيقة اليقينية التى لا يمكن الشك فيها.
2- أمن ديكارت بقدرة العقل البشرى فى الوصول إلى الحقائق اليقينية إذا ما أحسن إستخدام العقل وتطهيره من كل العوائق التى قد تحول بينه وبين هذا الهدف المنشود.
3- لكى نضع العقل فى الطريق الصحيح للبحث عن اليقين يجب أن نفرغ كل ما فيه من معرفة سابقة بواسطة الشك ولو مرة واحدة فى هذه المعرفة لأن بعضها قد يكون صحيحاً وبعضها غير صحيح ومن الأفضل إفراغها جميعاً خارج الذهن ثم نأخذ الصحيح ونعيده إلى الذهن مثل سلة مملؤة بالتفاح بعضه سليم وبعضه فاسد لكى نطهر السلة من التفاح الفاسد يجب إفراغ السلة من كل التفاح ونختبر الواحدة بعد الأخرى السليمة نعيدها إلى السلة والفاسدة نبعدها من السلة.
مجالات الشك وطريقه عند ديكارت "الجانب السلب "
1- الشك فى الحواس:
شك ديكارت فى المعرفة الحسية ورأى أنها مليئة بالأخطاء والمغالطات وأن الحواس كثيراً ما تخدعنا ومن يخدعنا مرة يمكن أن يخدعنا كل مرة.
وأكد ذلك بقوله: "من الحكمة آلا نطمئن كل الإطمئنان لمن خدعونا ولو لمرة واحدة"
2- الشك فى الحياة الشعورية:
شك ديكارت فى الحياة الشعورية ورأى أن حياتنا الشعورية قد تكون ما هى إلا حلم طويل لم نستيقظ منه بعد لمعرفة حقيقة الأمور وأنها مجرد وهم وخيال.
3- الشك فى العقل:
شك ديكارت فى العقل ورأى أن العقل ليس معصوماً من الوقوع فى الخطأ بالرغم من وجود حقائق رياضية غير قابلة للشك فيها مثل قولنا" 2+3 =5.
ولكن ديكارت إفترض أن هناك شيطان ماكر هو الذى يخدع العقل ويضلله ويجعله يرى الحق باطل والباطل حق والخطأ صواب وهكذا والإنسان لا يستطيع مقاومة هذا الشيطان الماكر.
اليقين الأول: إثبات وجود النفس أو الذات "الكوجيتو "
1- رأى ديكارت أنه مهما تمادى الإنسان فى شكه فهناك حقيقة غير قابلة للشك وهى وجود الذات الفاعلة للشك إذا أنا أشك.
2- الشك يؤدى إلى التفكير إذا أنا أفكر لأنه لا يحق للعدم أن يفكر إذا أنا أفكر. وما دمت أفكر إذا أنا موجود. وأكد ديكارت ذلك بقوله: "مما تأباه عقولنا حقا أن ما يفكر يكون غير موجود".
3- توصل ديكارت إلى اليقين الأول بالحدس العقلى المباشر وهكذا صاغ ديكارت اليقين الأول المشهور بأسم الكوجيتو" أنا أفكر إذا أنا موجود".
كلمة "كوجيتو" كلمة لاتينية الأصل معناها أنا أعتقد أو أفكر.
اليقين الثانى: "وجود الله"
توصل ديكارت لليقين الثانى إثبات وجود الله بالإستنباط والإستنتاج من اليقين الأول على النحو الآتى:-
رأى ديكارت أن الإنسان عندما يشك ويفكر يشعر دائماً أنه كائن ناقص وفكرة النقصان تقابلها فكرة الكمال إذا لابد أن يكون هناك موجود كامل لا يمكن إنكار وجوده إنه الله وهو مصدر هذه الفكرة فى نفوسنا.
اليقين الثالث: "إثبات وجود العالم
توصل ديكارت إلى اليقين الثالث إثبات وجود العالم بالإستنتاج من اليقين الثانى على النحو الآتى:-
1- رأى ديكارت أنه مادام الله كامل لابد وأن يصدر عنه الصدق ولا يصدر عنه الكذب.
2- رأى ديكارت أن الصدق الإلهى هو الذى يضمن صحة ويقين العالم الخارجى الذى خلقه الله.
3- لعبت فكرة الصدق الإلهى دوراً هاماً فى فلسفة ديكارت لأنه إستبعد بها فكرة الشيطان الماكر الذى يخدعه ويضلله وأن الصدق الإلهى هو الضامن لوجود العالم الخارجى وكل علم فى نفوسنا.
remove_circleمواضيع مماثلة
avatar
جزاكم الله كل خير وكل عام وحضراتكم بخير
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى