مدرس اون لايندخول

بحث عن ثورة 25 يناير بين التأييد والمعارضة




ثورة 25 يناير بين التأييد والمعارضة

الثورة المصرية 2011 هي ثورة شعبية سلمية بدأت يوم الثلاثاء 25 يناير 2011 (2011-01-25) الموافق 21 صفر 1432 هـ (وكان يوم 25 يناير) هو اليوم المحدد من قبل عدة جهات من المعارضة المصرية والمستقليين، من بينهم حركة كفاية وشباب الإخوان المسلمين وحركة شباب 6 أبريل وكذلك مجموعات الشباب عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك والتي من أشهرها مجموعة (كلنا خالد سعيد). وذلك اليوم يوافق يوم عيد الشرطة في مصر). وذلك احتجاجاً على الأوضاع المعيشية والسياسية والاقتصادية السيئة وكذلك على ما اعتبر فساداً في ظل حكم الرئيس محمد حسني مبارك.
كان للثورة التونسية الشعبية التي أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي أثرٌ كبيرٌ في إطلاق شرارة الغضب الشعبي في مصر. كما كانت قد حاولت قبل عامين فتاة تدعى أسماء تبلغ 17 عاماً إنشاء حملة على الفيس بوك تطالب بعمل تظاهرة وخلع الرئيس المصرى السابق ولكنها لم تنجح. ومنذ عام ونصف العام قامت حركات المعارضة ببدء توعية ابناء المحافظات ليقوموا بعمل احتجاجات على سوء الاوضاع فى مصر وكان ابرزها حركة شباب 6 أبريل و حركة كفايه و بعد حادثة خالد سعيد قام وائل غنيم والناشط السياسي عبد الرحمن منصور بإنشاء صفحة كلنا خالد سعيد على الفيس بوك ودعا المصريون الى التخلص من النظام و سوء معاملة الشرطة للشعب .
أدت هذه الثورة إلى تنحي الرئيس محمد حسني مبارك عن الحكم في 11 فبراير 2011 م , 8 ربيع الأول 1432 هـ, ففي السادسة من مساء الجمعة 11 فبراير 2011 م أعلن نائب الرئيس عمر سليمان في بيان قصير عن تخلي الرئيس عن منصبه وأنه كلف المجلس الاعلى للقوات المسلحة إدارة شؤون البلاد.

أسباب الثورة

الأسباب غير المباشرة
1- قانون الطوارئ
انتشار شرطة مكافحة الشغب شبه العسكرية من الأمن المركزي خلال ثورة 25 يناير

2- قسوة الشرطة
يعتبر أحد الأسباب الرئيسية غير المباشرة في هذه الثورة، حيث أنه في ظل قانون الطوارئ عانى المواطن المصري الكثير من الظلم والانتهاك لحقوقه الإنسانية والتي تتمثل في طريقة القبض والحبس والقتل وغيره، ومن هذه الأحداث حدث مقتل الشاب خالد محمد سعيد الذي توفي على يد الشرطة في منطقة سيدي جابر في الاسكندرية يوم 6 يونيو 2010الذين قاما بضربه حتى الموت أمام العديد من شهود العيان.
3- رئاسة حسني مبارك
حكم الرئيس المصري محمد حسني مبارك مصر منذ سنة 1981 م. وقد تعرضت حكومته لانتقادات في وسائل الإعلام ومنظمات غير حكومية محلية. ، هذا بالإضافة إلى التراجع الملحوظ في مستوى التعليم وارتفاع معدلات البطالة وانتشار الجرائم في البلاد.

4- الفساد وسوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية
خلال حكمه إزداد الفساد السياسي في إدارة مبارك لوزارة الداخلية بشكل كبير، بسبب إزدياد النفوذ على النظام المؤسساتي الذي هو ضروري لتأمين الرئاسة لفترة طويلة. وقد أدى هذا الفساد إلى سجن شخصيات سياسية وناشطين شباب بدون محاكمة، ووجود مراكز احتجاز خفية غير موثقة وغير قانونية، وكذلك رفض الجامعات والمساجد والصحف الموظفين على أساس الميول السياسية. وعلى مستوى الشخصي، كان بإمكان أي فرد أو ضابط أن ينتهك خصوصية أي مواطن في منطقته بإعتقاله دون شرط بسبب قانون الطوارئ.
بحلول أواخر 2010 حوالى 40 ? من سكان مصر يعيشون تحت خط الفقر أي يعتمدون على دخل قومى يعادل حوالى 2 دولار فى اليوم لكل فرد ويعتمد جزء كبير من السكان على السلع المدعومة.

5- زيادة عدد السكان وزيادة معدلات الفقر
مصر هي ثاني أكبر دولة في إفريقيا بعدد السكان بعد نيجيريا, وهي أكبر دولة في منطقة الشرق الأوسط. و حسب تقديرات سنة 2007 وصل عدد سكان مصر لحوالي 78,733,641 نسمة (يوجد تقديرات اخرى تقول ان عدد سكان مصر وصل 81,713,517 فى يوليه 2008). حيث ان هناك احصائيه عن زيادة عدد سكان تقول ان مصر تزداد طفلا كل "23 ثانيه" اى تزداد مصر حوالى 1.5 مليون نسمة فى السنه الواحدة مما يشكل خطرا كبيرا على الموارد المحدوده فى مصر اذا لم توجد حكومة واعيه تستخدم هذه الثروه السكانيه

الأسباب المباشرة
1- انتخابات مجلس الشعب
أجريت انتخابات مجلس الشعب قبل شهرين من اندلاع الاحتجاجات وحصل الحزب الوطني الحاكم على 97% من مقاعد المجلس, أي أن المجلس خلا من أي معارضة تذكر؛ مما أصاب المواطنين بالإحباط. وتم وصف تلك الانتخابات بالمزورة نظراً لأنها تناقض الواقع في الشارع المصري. بالإضافة إلى انتهاك حقوق القضاء المصري في الإشراف على الانتخابات فقد أطاح النظام بأحكام القضاء في عدم شرعية بعض الدوائر الانتخابية. ومُنع الإخوان المسلمون من المشاركة في هذه الانتخابات بشكل قانوني.
2- مقتل الشاب خالد محمد سعيد
كان المواطن المصري خالد محمد سعيد قد قـُتل في الإسكندرية في 6 يونيو عام 2010 م بعد أن قيل أنه تم تعذيبه حتى الموت على أيدي اثنين من مخبري قسم شرطة سيدي جابر, و لم يتم البت فى قضيته بعد أو إثبات الاتهام بالقتل عليهما حيث أن تقرير الصفة التشريحية الثانى جاء موافقاً للأول بعدما أمر النائب العام المصرى إعادة تشريح الجثة ، مما أثار احتجاجات واسعة دون أن يصدر الحكم فى القضية التى أثات جدلاً كبيراً مثلت بدورها تمهيداً هاماً لاندلاع الثورة.
3- مقتل الشاب سيد بلال
سيد بلال (1981 - 6 يناير 2011) مواطن مصري يقطن في الإسكندرية اعتقله رجال جهاز أمن الدولة هو ومعه الكثير من السلفيين للتحقيق معهم في تفجير كنيسة القديسين وقاموا بتعذيبه حتى الموت. وكانت الشرطة المصرية قد اقتادت سيد بلال من مسكنه فجر الأربعاء 5 يناير 2011 م وأخضعته للتعذيب ثم أعادته إلى أهله في اليوم التالي جثة هامدة.
4- قيام الثورة الشعبية التونسية
اندلعت الثورة الشعبية في تونس في 18 ديسمبر عام 2010 م (أي قبل 38 يوماً من اندلاع ثورة الغضب المصرية) احتجاجاً على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية السيئة وتضامناً مع محمد البوعزيزي الذي أضرم النار في نفسه, واستطاعت هذه الثورة في أقل من شهر الإطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي (الذي حكم البلاد لمدة 23 سنة بقبضةٍ حديدية). هذا النجاح الذي حققته الثورة الشعبية التونسية أظهر أن قوة الشعب العربي تكمن في تظاهره وخروجه إلى الشارع, وأن الجيش هو قوة مساندة للشعب وليس أداة لدى النظام لقمع الشعب. كما أضاءت تلك الثورة الأمل لدى الشعب العربي بقدرته على تغيير الأنظمة الجاثمة عليه وتحقيق تطلعاته.
5- المواقع الاجتماعية على شبكة الإنترنت
قام المواطن المصري وائل غنيم والناشط عبد الرحمن منصور بإنشاء صفحة بعنوان "كلنا خالد سعيد" في الموقع الاجتماعي فيسبوك على شبكة الإنترنت, وكان خالد سعيد قد قـُتل في الإسكندرية في 6 يونيو عام 2010 م بعد أن تم تعذيبه حتى الموت على أيدي اثنين من مخبري شرطة قسم سيدي جابر, مما أثار احتجاجات واسعة مثلت بدورها تمهيداً هاماً لاندلاع الثورة. كما دعا وائل غنيم والناشط عبد الرحمن منصور من خلال الصفحة على موقع الفيسبوك إلى مظاهرات يوم الغضب في 25 يناير عام 2011 م. وكان له دور كبير في التنسيق مع الشبان لتفجير الثورة في 25 يناير 2011 م.
فالثورة عندما بدأت يوم 25 يناير كانت مكونة من الشباب الذين شاهدوا صفحة (كلنا خالد سعيد ) على موقع الفيسبوك أو شباب الفيس بوك كما قال وائل غنيم فى حديثه مع منى الشاذلي فى برنامج العاشرة مساءً , ومن ثم تحولت الى ثورة شارك فيها جميع الشباب , والان تحولت الى ثورة شارك فيها جميع طوائف الشعب المصري.

أحداث الثورة

سقط العديد من الشباب خلال هذه الثورة بعضهم على يد قوات الشرطة والبعض الآخر على يد بعض المأجوريين التابعين للحزب الحاكم. وقد صرح وزير الصحة في وزارة تصريف الأعمال أن عدد الذين ماتوا جراء الثورة حوالي 365 بينما ترجح مصادر أهلية أن العدد يتجاوز الـ 500 خاصة أنه يوجد بعض الموتى لم يتم التعرف عليهم كما يوجد عدد غير قليل من المفقودين.

انتصار الثورة وسقوط نظام حسني مبارك
في السادسة من مساء الجمعة 11 فبراير 2011 م أعلن نائب الرئيس عمر سليمان في بيان قصير عن تخلي الرئيس عن منصبه


أعداد الشهداء حسب الموقع
الإسكندرية 52
السويس 18
أسيوط 3
العريش 1
بني سويف 17
الأقصر 1
أطفيح 1
القاهرة 232
واحة الخارجة 1
الشيخ زايد (مدينة) وشمال سيناء 1
أبو سمبل 1
رفح 3
المنصورة 2
حالات الوفاة في أماكن أخرى 45
المجموع 384
أعلن تقرير هيئة تقصي الحقائق عن ثورة 25 يناير بأن عدد الضحايا الحقيقي يصل إلى 846 ضحية في كافة محافظات الجمهورية


ردود الفعل المحلية والدولية

* كان رد الفعل المحلى هو قيام معظم فئات الشعب بالمشاركة فى الثورة ولكن تدخلت الحكومة باستخدام البلطجية والمأجورين والإعلام الرسمى المضلل من صحف وقنوات تليفزيونية رسمية بخلق رأى مضاد للثورة ولكن فى النهاية فشلت هذه الوسائل فى قمع الثورة أو القضاء عليها.
* كان رد الفعل الدولى إجمالاً مناهضاً للنظام مؤيداً لأهداف الثورة وطالبوا الرئيس مبارك بنقل السلطة سريعاً وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية , الإتحاد الأوربى, ألمانيا, تركيا.
الثورة وكشفها لتلاحم وأخلاق الشعب المصري
* إن ثورة 25 يناير كشفت عن الرابطة الحميمة بين أبناء الشعب المصري, فقبل أيام من اندلاع الثورة كانت البلاد تعيش حالة من التوتر بسبب تفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية (التي يبدو وجود أطراف خبيثة وراءها). ثم أتت الثورة لتظهر تلاحم الشعب المصري ووقوف الشبان المسلمين بجانب إخوتهم المسيحيين وقيام الطرفين بمساعدة بعضهم البعض وحمايتهم.
* أظهرت الثورة مدى الحب الكبير الذي يكنه المصريون لبلدهم, فطيلة أيام الثورة كان الشعار "سلمية.. سلمية" وكذلك "لا تكسّر ولا تخرّب". بالإضافة إلى قيام المصريين بتشكيل لجان شعبية (بعد اختفاء الشرطة) لحماية البلد وخاصة المتحف المصري ممن وصفوا بالبلطجية. كما سـُجّل خلال أيام الثورة انخفاض معدلات الجريمة والسرقة.
* قدّم المصريون خلال الثورة نموذجاً رائعاً عن الشعب المصري وأخلاقه الرفيعة التي لفتت انتباه معظم قادة العالم. ويكفي أن تعلم أن الثوار عندما غادروا ميدان التحرير قاموا بتنظيفه وإعادته أجمل مما كان من قبل.
* ظهرت بشكل واضح خلال الثورة روح الدعابة لدى المصريين والتي كادت تختفي خلال عهد البؤس أيام نظام حسني مبارك. فقد امتلأ ميدان التحرير باللافتات الظريفة التي تطالب نظام حسني مبارك بالرحيل.

قالوا عن ثورة 25 يناير :
«علينا أن نربى أبنائنا ليكونوا مثل الشباب المصرى » الرئيس الامريكى باراك أوباما
«علينا أن نفكر جديا فى تدريس الثورة المصرية فى المدارس » رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون
«لأول مرة نجد شعبا يقوم بثورة وينظف الشوارع من بعده » قناة سى.إن.إن الإخبارية
«لا جديد فى مصر ,المصريون يقومون بكتابة التاريخ كالعادة» رئيس الوزراء الايطالى سلفيو برليسكونى
«اليوم كلنا مصريون » رئيس وزراء النرويج ستوتلنبرج
«المصريون هم أروع شعب على الأرض ويستحقون جائزة نوبل للسلام » الرئيس النمساوى هاينز فيشر

هل يمكن اجهاض ثورة 25 يناير

ثورة 25 يناير ... هل يمكن القضاء عليها ... هل يمكن اجهاضها ... او الالتفاف حولها ... هذا هو اهم سؤال يجب التفكير فيه في هذة اللحظة ... بل و الاهم كيف يمكن الحفاظ علي هذة الثورة و ضمان تحقيق مطالبها ...


اولا للرد علي هذا السؤال يجب تحليل بعض الامور الهامة للوقوف علي مواطن ضعف و قوة هذة الثورة

ففي البداية يجب علينا تصنيف نوع و ظروف ثورتنا فالثورات انواع : ثورة عسكرية نظامية و ثورة شعبية

الثورة العسكرية يقوم بها الجيش او العسكريون و هي ثورة مدعومة بنظام عسكري و شرعية ثورية مدعومة بالقوة العسكرية و اذا كان الشعب مدعم لها تكون من اقوي الثورات علي الاطلاق

لكن الثورة الشعبية يكون لها ظروف اخري ... فهي تعتمد علي ثورة الشعب ( المسماه بثورة الشارع ) طبعا هي اقل تنظيميا من الثورات العسكرية ..... و دائما ما يكون القائم بها الطرف الضعيف ضد الطرف القوي و بطبيعة الحال الطرف الاقوي هو النظام الذي يمتلك القوة و السلطة و الطرف الضعيف هو الشعب ..... كما هو الحال بثورتنا

ثورة 25 يناير هي في الاصل ثورة شبابية دعا اليها شباب مصريون مخلصون ... و سرعان ما انضم لها كل الشعب المصري بسرعة و شجاعة لم يرد لها نظير في التاريخ

ما هو مصدر قوة ثورة 25 يناير ؟

هل مصدر قوة هذه الثورة التي ارغمت نظام ديكتاتوري قوي مثل نظام الحزب الفاسد ( الحزب الوطني و رئيسه المخلوع ) ان يبدأ في الاستجابة لمطالبها ( الي الان لا يمكن ان نقول ابدا ان كل المطالب تحققت او ان هناك ضمانات قوية لتنفيذها بالكامل فالخطر مازل محدق بالثورة و ساوضح الاسباب لاحقا ) خلال 18 يوما ...

هل مصدر قوة هذة الثورة يكمن في الجهة الداعية لها أو في الائتلاف الواسع الذي انضم لها تباعا او في اعداد المتظاهرين .... ببساطة لا أعتقد أن نظام مثل نظام الرئيس المخلوع كان بهذة البساطة حتي ينهزم للاسباب السابقة ... فبالرغم من اهمية كل ما سبق يجب ان نعرف أن مصدر القوة الاساسي لهذة الثورة كان في امران :

الامر الاول : هو التأييد الشعبي الواسع و الكبير لكافة الشعب
الامر الثاني : قوة الائتلاف بين كافة القوي السياسية و الشعبية و اتحاد كافة التيارات بشكل قوي


فهل تظنون ان النظام انكسر لان عدد 6 مليون متظاهر قاموا بطلب تنحيته .... يا سادة لو كان يعلم النظام ان هذا العدد هو أقصي عدد ممكن لمؤيدي هذة الثورة لكان قضي عليها و سحقها تماما ( طبعا هذة ليست دعوة لتقليص عدد المتظاهرين بل يجب أن نظل في حالة استنفار و مشاركة دائمين حتي يتم الاستجابة لكافة المطالب ) ... فبالنظر لاعداد المتظاهرين ( و أحمد الله ان شرفني بالمشاركة في هذة التظاهرات منذ بدايتها و ان شاء الله سأواصل حتي الاستجابة لكافة مطالبنا ) تجد ان النظام كان يعرف تماما منها ان هذة المظاهرات لها تعاطف و تأييد واسع للشعب المصري ... فهل يعقل ان كل المتظاهريين سوف يأتون جميعا كل يوم نفس الاشخاص و يشاركون في مظاهرات تستمر لساعات طويلة متصلة بلا انقطاع ؟ طبعا لا .. بل المتظاهرين (و هذا كان واضح جدا) كانوا يتناوبون علي الحضور يوم بعد يوم فبالتالي عدد المتظاهرين الكبير يؤكد علي العدد الواسع لمؤيدي الثورة في الشعب المصري ( و هذا ما كان اعلام النظام الكاذب يستميت علي نفيه في بداية الثورة )

الـخـاتـمـة


نستخلص ما يلي :

مقومات قوة ثورة 25 يناير:
- التأييد الشعبي الواسع
- قوة الائتلاف بين كافة القوي و التيارات السياسية و الشعبية

و بطبيعة الحال هناك صراع بين طرفين :
- طرف ضعيف لا يملك الا التظاهر او الاعتصام
- و طرف قوي هو النظام ( المطلوب اسقاطه تماما )

و هنا يجب النظر للطرف الثاني و هو النظام :

اولا يجب التاكيد علي ان نظام الرئيس المخلوع ليس نظاما ضعيفا و لم يسقط بالكامل حتي الان و من يعتقد ذلك فهو واهم و من يقول هذا فهو اما انه غير مدرك لحقائق الامور او انه كاذب يتعمد التضليل

فببساطة دولة تعداد سكانها اكثر من 80 مليون مواطن و نظام حاكم يحكم بالحديد و النار لهذا الشعب المسكين ... كم هو العدد المطلوب للسيطرة علي 80 مليون مواطن ؟؟؟ طبعا الرقم سيكون مخيفا ( لذلك لا يجب الاستهانه باي جيوب تابعة للنظام ) ... و الاهم ماهي الادوات المطلوبة لتحقيق ذلك ؟؟؟؟

السيطرة لاي نظام فاسد تعتمد علي دولة بوليسية بصلاحيات واسعة و اعلام كاذب ليكون الشعب دائما في حالة تخدير و لا مانع من امتصاص الغضب الموجود ببعض المعارضة الوهمية لصحف معارضة او برامج حوارية كاذبة لكن هم في حقيقتهم مؤيدين للنظام قلبا و قالبا ( و بالمناسبة هؤلاء لازالوا علي عهدهم مع النظام حتي الان و ساوضح ذلك ) و البطبع كل ذلك مع نظام قضائي ضعيف مغلوب علي أمره ... فتجد نفسك أمام أحد أمرين أما ان تواجه هذا الجيش الجرار فيسحقوك تماما أو ترتمي في احضان النظام و الفساد )

و هنا سؤال مهم : ما هو المطلب الاساسي للثورة ؟ الاجابة هي اسقاط النظام بأكمله و هذا يعني انهاء حياة النظام و الانتقال للعدم ... و هو ما يجعلة يقاتل بأستماته للدفاع عن وجوده في الحياه ... هناك فرق بين القتال و الصراع علي بعض المطالب او التنازلات و الصراع من اجل البقاء ... اذن النظام يجب ان يصارع بمنتهي القوة و الوحشية حتي النهاية.... بل ان اتباع هذا النظام و المستفيدين منه ( و عددهم الضخم بطبيعة الحال ) لن يقوموا بالتسليم بسهولة فأصحاب المليارات الفاسدون المجرمون لهذا الشعب يعرفون ماذا ينتظرهم بعد النجاح الكامل لهذة الثورة لذلك سيصارعوا حتي اخر نفس لهم لكن بطرق مختلفة كما سأوضح ....

النظام في معركته مع الثورة ( التي مازالت مستمرة حتي الان ) استخدم التالي :

1- القوة المفرطة : التي توقف عنها ( قد يكون مؤقتا ) لان النظام أكتشف ان استخدامها يشعل الثورة اكثر فأكثر فضلا عن انهيار جهاز القمع البوليسي بسبب أعداد المتظاهرين التي كانت تفوق اعداد الشرطة دائما فضلا عن ان الاستخدام المكثف لقوة الشرطة ادي الي انهاكها و انهيارها بشكل سريع ( سواء كانت القوة البشرية بل و حتي استخدام كل أو معظم مخزون الاسلحة من قنابل و رصاص مطاطي واستخدام الرصاص الحي أحيانا ) فضلا عن الانهيار النفسي للشرطة بسبب افتضاح امر هذا الجهاز في قمع الشعب الاعزل و استخدام كل أساليب الارهاب ضد الشعب من قتل بالقناصة و دهس الناس كالحشرات في الطرق بواسطة مدرعات الشرطة و نشر الذعر بين الشعب بواسطة السيارات الطائشة التي تدهس المواطنين في الطرقات ( فرق الاغتيالات المجرمة ) و استخدام القتلة المأجوريين من البلطجية و المجرمين الذين قاموا بذبح الناس في الشوارع ( بمعني ادق تصفية فورية ) ... ليس معني كلامي التأليب ضد الشرطة فأنا علي الرغم من صدمتي الكبيرة الا أنني لا أذكر ذلك الا من باب التذكير فقط المهم للموضوع .

2- التعتيم الاعلامي الكامل.

3- الكذب و التشوية لحقيقة الاحداث علي باقي الشعب من غير المتظاهرين في البيوت سواء كانوا مؤيدين او معارضين للنظام.

4- محاولات تفريق القوي السياسية و الشعبية بالترغيب و الترهيب

5- تسخير كافة قوة النظام الالكترونية سواء ( اللجنة الالكترونية للحزب الوطني او طاقة الجهاز الامني الالكترونية ) علي الفيس بوك و كافة المواقع الالكترونية الاخري للاشاعة البلبة الفكرية و طرح اسئلة سخيفة نشر اشاعات طائفية و مذهبية و فكرية ..... بطريقة هادئة منظمة تدريجية ليشعر الناس انها افكار طبيعية باستخدام مئات الحسابات الوهمية باسماء وهمية و هم مرة مؤيدين للثورة ثم يدخل الاخر ضد الثورة و يحاول الاقناع و ثم تجد البعض يقتنع بعد ذلك و كأنه من الشعب و اقتنع فعلا و يؤيد اتباع النظام ... و لو ركزتم قليلا ستجدون امثال هؤلاء موجودين بكثافة و باستمرار حتي الان ....


الـمـراجـع


1 – جريدة اليوم السابع : 30 / 1 / 2011 (خبير أمني: إطلاق النار على المتظاهرين تم بقرار رئاسي ) .
2 – جريدة المصرى اليوم : 24 / 1 / 2011 (القوى السياسية تضع خريطة تحركات «يوم الغضب» غداً بمشاركة «الإخوان» و«ألتراس» ) .
3 – الجزيرة نت : 31 / 5 / 2011 (تساؤلات أولية حول الانتفاضة الشعبية التونسية ) .
4 – جريدة البديل : 24 / 2 / 2011 (وزارة الصحة : ارتفاع عدد شهداء الثورة المصرية إلى 365 شهيدا ) .
5 – جريدة أخبار مصر : 11 / 2 / 2011 (مبارك يتخلى عن مهام الرئاسة ويكلف القوات المسلحة بادارة البلاد ) .


remove_circleمواضيع مماثلة
avatar
شكرا جزيلا بارك الله فيك
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى